سلام: عهد الفرص الضائعة قد ولّى الجيش إلى حوش السيّد علي و”حزب الله” شيّع 4 شهداء

دفعت اسرائيل مجدداً المنطقة الى حافة الانفجار الكبير، بعد تهدئة على جبهة غزة، وتوقيع اتفاقية تبادل الاسرى قبل شهرين بين دولة الاحتلال وحركة “حماس” والفصائل الفلسطينية، عبر الغارات الاجرامية بدءاً من فجر الاثنين – الثلاثاء، تحت مبررات، لا تخدم سوى العدوان، من أن القتل واستهداف المدارس والخيم والمنازل المرمَّمة، هي للضغط على حركة “حماس” للاذعان الى الشروط الاسرائيلية.
وفي الوقت الذي يدفع فيه لبنان، عبر مؤسسات الدولة المكوّنة حديثاً الخطر الاسرائيلي في الجنوب، والخطر الآتي من الشرق، وحتى الشمال، طغى مناخ الحرب المتجدّدة على الوضع الداخلي، مع تصريحات، غريبة وتخدم توجُّه الكيان الاسرائيلي المعادي أدلى بها المبعوث الاميركي الى المنطقة ستيف ويتكوف ، ويطالب فيها لبنان التوجُّه الى مفاوضة اسرائيل، عبر شخصية مدنية، ولا اعمار للجنوب او المناطق المتضررة قبل اطلاق السلام مع اسرائيل.
وفي نيويورك، حذرت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان بلاسخارت من الانعكاسات الخطيرة لما يجري على لبنان، في احاطتها حول القرار 1701، التي قدمتها الى مجلس الامن.
بإنتظار ان تبت الحكومة في جلستها اليوم الخميس إعتماد الصيغة النهائية لمنهجية التعيينات الادارية، ومناقشة موضوع التحول الرقمي في القطاع العام، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك انها ستتوجه إلى لبنا الأربعاء (أمس).
وعلم ان بيربوك تزور لبنان زيارة قصيرة لساعات قليلة قادمة من سوريا، وتلتقي قرابة الثالثة بعد الظهر رئيس الجمهورية جوزاف عون بحضور وزير الخارجية يوسف رجّي.
مجلس الوزراء والآلية
واليوم، تعقد الحكومة جلسة ثانية في السراي الكبير، لاستكمال آلية التعيين في حين لم يتوضح بعد ما اذا كانت جلسة الجمعة، ستعقد لتعيين حاكم لمصرف لبنان، وفقاً للمعلومات، نظراً للخلاف المتجدد حول شخصية الحاكم واسمه، والجهات الدولية الداعمة له.
عون: لا إصلاح بلا قضاء مستقل
ورأى الرئيس جوزف عون انه “عندما لا يوجد قضاء عادل لا توجد محاسبة، وعندها لا تسود حتى «شريعة الغاب” لان الغاب له شريعة، اما هنا، فقد غابت كل الشرائع.. وربط بين الاصلاح والقضاء المستقل، مشيراً الى ان المظلة الكبيرة التي تحمي البلد هي المصلحة العامة.
سلام:أولويات متلازمة
وفي افطار “دار الايتام الاسلامية” تحت عنوان “لبنان يبنيه تضامن بنيه”، بحضور ممثل الرئيس نبيه بري الوزير ياسين جابر والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ورؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وسعد الحريري (ممثلاً بأحمد الحريري) وحسان دياب، اكد الرئيس نواف سلام “اننا سنبقى دائمًا إلى جانب كل لبناني يؤمن بأن الدولة هي الملاذ الأول والأخير”، مشددا على ان “تأمين الإنسحاب الإسرائيلي أولوية، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت أولوية، وتأمين الكهرباء أولوية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أولوية، واستقلال القضاء أولوية، وإصلاح الادارة اولوية، وانصاف المودعين وهيكلة المصارف وإعادة رسملتها واستجلاب المستثمرين أولوية، والتزام برنامج مساعدات العائلات الفقيرة أولوية، على أن الأولوية المطلقة تبقى للعمل على إعادة بناء الدولة، بإداراتها ومؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، كما نص عليه اتفاق الطائف”.
وأكد الرئيس نواف سلام على ان آلية التعيينات ستقر الخميس (اليوم)، مشدداً على اهمية اللجنة الوزارية لمواكبة ملف الحدود ومكافحة التهريب على المعابر غير الشرعية.
وأكد العمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت لاعادة لبنان الى خارطة الاهتمام العربي والدولي، مشيراً الى ان العمل مستمر لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان، ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الى السعودية.
واعتب سلام، أنّ الإفطار في دار الايتام الإسلامية في بيروت “لحظة تعبر عن روح التضامن والمحبة في مجتمعنا ووجودنا هنا هو تجسيد لهذا المعنى السامي حيث نقف إلى جانب أولادنا الذين فقدوا أهلهم”.
وتابع قائلاً: “بيروت هذه المدينة العريقة حملت عبر تاريخها رسالة المحبة والانفتاح وكانت ولا تزال نموذجا للعيش المشترك فهي ليست مجرد عاصمة سياسية”.
أضاف: “اليوم رغم الصعاب بيروت وفية لتاريخها وحاضنة لأبنائها ومشرعة أبوابها للمحتاجين ومتمسكة برسالتها السامية”.
وأشار إلى أنّ “الدعم الذي نقدمه للأيتام هو بمثابة استثمار للمستقبل فكل فرصة تعليمية هي خطوة نحو بناء مجتمع أكثر عدلا وإنسانية وندعو الجميع للمساهمة سواء بالدعم المادي أو المعنوي أو المشاركة بالمبادرات”.
وأكّد سلام أن “عهد الفرص الضائعة ولّى، وعلينا جميعا أن نتعاون لإنجاح فرص الانقاذ المتاحة للعهد الجديد لنكون على قدر الثقة التي أولانا إياها الداخل والخارج”.
توغُّل سوري في حوش السيد علي
بقاعاً، توغل الجيش السوري في بلدة حوش السيد علي، مسيطراً على جزء منها، فيما الجيش اللبناني يقف عند مدخلها.
وكان الجيش اللبناني بدأ التحضير للدخول إلى أحياء حوش السيد علي من الجهة اللبنانية، بعد توغّل القوات النظامية من الجيش والأمن العام السوري فيها. ويأتي دخول الجيش اللبناني بناء على اتفاق بين أجهزة مخابرات البلدين على خلفية اتصال جرى بين الوزير منسى ونظيره السوري أبو قصرة، أفضى إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من الطرفين.
وعلم ان وزير الخارجية يوسف رجّي مهّد للإتصال بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري خلال لقائه وزير خارجية السلطة السورية المؤقتة محمد الشيباني في بروكسل خلال لمؤتمر الخاص بالوضع السوري، وناقش معه ضرورة وقف اطلاق النار والمواجهات ومعالجة هذه الازمة المستجدة، وحاول الوزير شيباني القاء المسؤولية على حزب الله، لكن الوزير رجّي أصرَّ على معالجة الوضع وطلب منه الاتصال بوزير الدفاع السوري للتواصل مع نظيره اللبناني واعطاه رقم الوزير منسى، وفعلا تواصل وزيرا الدفاع وإتفقا على وقف اطلاق النار وبدء التنسيق بين مخابرات البلدين حتى توقف القتال، وبذلك انحصر العمل على التهدئة بالجهات العسكرية بعد التمهيد الدبلوماسي.
وكان يفترض بعد هذا الاتفاق انسحاب القوات السورية من الاراضي اللبنانية التي دخلتها في البلدة بعد انتشار الجيش اللبناني فيها. لكن افيد عن تجدد الإشتباكات عند الحدود اللبنانية – السورية لناحية حوش السيد علي.
وسيطر الهدوء الحذر نهار الثلاثاء على منطقة الحدود الشرقية الشمالية لجهة بلدة حوش السيد علي وبلدة القصر ومحيطها وغابت الاشتباكات. وشوهدت تحضيرات للجيش اللبناني للدخول إلى أحياء بدلة حوش السيد علي من الجهة اللبنانية.
وقال مختار حوش السيد علي اللبنانية: ان مسلحي هيئة تحرير الشام يحتلون 5 كلم من اراضي البلدة. ويسرقون المنازل.
وحلّقت طائرة استطلاع تابعة للجيش اللبناني في اجواء المنطقة الحدودية الشمالية للهرمل مع سوريا التي شهدت معارك، لمراقبة الوضع.
وليلاً سقطت قذيفة عند حاجز للجيش اللبناني عند مدخل حوش السيد علي. ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
الحزب ينعي مقاتلين
في مشهد يثير علامات استفهام حول حقيقة الموقف الرسمي، نعى “حزب الله” أربعة من مقاتليه الذين سقطوا في الهرمل، في وقت يواصل الحزب إنكار مشاركته المباشرة في معارك الحدود اللبنانية السورية مؤخرا.
وسقط 7 شهداء وأكثر من 52 جريحا وفق وزارة الصحة اللبنانية، في اشتباكات بدأت الأحد في القصر – الهرمل وانتهت بإعلان وقف إطلاق النار مساء الإثنين.
وأصدر “حزب الله – منطقة البقاع” أربعة بيانات منفصلة، نعى فيها أربعة من عناصره “على طريق القدس”، مع تحديد مواعيد مراسم التشييع والمواقع التي سيوارون فيها الثرى.
وأسماء الشهداء الأربعة:
عبد الحاكم وليد مدلج (كربلاء) من القصر في الهرمل،
علي يونس شبان (كرار) في مدينة الهرمل،
حمزة مهدي غراب من المعالي في الهرمل،
عبد الله الزين من بلدة المنصورة .
ورغم وضوح بيانات النعي، إلا أن الحزب كان قد قال في بيان رسمي الأحد الفائت إنه “غير معنيّ بما يجري في الاشتباكات الأخيرة على الحدود السورية-اللبنانية”.
وجاء في بيانات النعي أن التشييع سيتم الأربعاء (أمس)قبل أن يواروا الثرى.
وجاء هذا في ظل تصاعد الاشتباكات بين قوات من الأمن السوري وعناصر مسلحة من عشائر لبنانية، على خلفية عمليات تهريب ومحاولات فرض سيطرة أمنية سورية على بعض المعابر غير الشرعية.
وكانت قد نشرت صفحات بقاعية، وأخرى سورية، صور الشهداء أنفسهم خلال اليومين الماضيين.
وحاولت مصادر إعلامية في “حزب الله” التسويق أن الحزب يقف مع العشائر “ووراء الجيش اللبناني في المعركة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com