ربطت مصادر حكومية عقد جلسة اخيرة لمجلس الوزراء قبل نهاية هذا العام بإمكانية التوصل الى تفاهم لتعيين رئيس للأركان وتعيين عضوين في المجلس العسكري ليكتمل تكوينه، ويتمكن من القيام بدوره، ويجهد اللقاء الديمقراطي لتعيينه قبل نهاية العام، بصرف النظر عن مآل الطعن الذي سيقدمه التيار الوطني الحر بقانون رفع سن التقاعد للضباط من رتبة عماد ولواء، والتي أبقت قائد الجيش العماد جوزاف عون في منصبه لمدة سنة اضافية بدءاً من 10 ك2 2024، وهو لهذه الغاية قام بزيارة بوفد منه ممثلاً بالنائب وائل ابو فاعور ومستشار رئيس اللقاء حسام حرب حيث للنائب طوني فرنجية، لتسهيل تعيين رئيس الاركان من قبل مجلس الوزراء على الرغم من الجرّة المكسورة بين الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم على خلفية الصلاحيات، وهو الامر الذي كشفه كتاب رئيس الحكومة (18/12/2023) الى سليم، يطلب اليه تقديم الاقتراحات لملء الشغور في رئاسة الاركان والمجلس العسكري، فردّ سليم بكتاب الى السراي الكبير، اكد فيه انه ينتظر الطعن بالقانون الذي مدد للعماد عون، وفي ضوئه، هو على استعداد للتعاون لمعالجة الشغور المذكور.
وقالت أوساط سياسية مطلعة إن السجال بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم يعكس مؤشرا على أن الأمور مقبلة على كباش سياسي حقيقي ليس من السهولة بمكان معالجته بعد كلام صريح لميقاتي عن التعاطي الرسمي مع وزير الدفاع، معلنة أن تعيينات رئيس الأركان والمجلس العسكري تستدعي تمريرها بهدوء، ولذلك تنشط الأتصالات التي يقودها الحزب التقدمي الأشتراكي في هذا الخصوص، والزيارة إلى النائب فرنجيه تندرج في هذا السياق.
وأوضحت المصادر أن هذا السجال قد يحول دون التفاهم عليها مع وزير الدفاع.
إلى ذلك افيد أنه في حال تقدم نواب التيار الوطني الحر بالطعن فإنه سيصار إلى رده لاسيما أن القانون شمولي ولم يقرّ لهدف شخص.
وفي الملف الرئاسي لا شيء جديدا اقله في هذه الفترة وفق ما أعلنت المصادر التي تحدثت عن ترقب لمسار التطورات في الجنوب كأولوية في الوقت الراهن.
وكان الرئيس ميقاتي، اطلع الوزراء في بداية الجلسة الحكومية على الكتاب الذي وجّهه الى وزير الدفاع وطلب فيه تقديم اقتراحات تتعلق بملء الشغور في رئاسة الأركان واعضاء المجلس العسكري منذ يومين.
وأشارت المعلومات الى أنّ ميقاتي بعد تلاوة الكتاب الذي أرسله إلى وزير الدفاع موريس سليم، طرح أحد الوزراء أن يحصل اتّصال مباشر بين ميقاتي والوزير سليم.
وردّ ميقاتي بالقول إنّ “رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا- وفي اللحظة التي حضر فيها موريس سليم إلى السراي وعلا صراخه، اعتبرتُ أنه انتهى بالنسبة إليّ والتعاطي معه سيكون رسميًّا من خلال الكتب”.
وكان 19 وزيراً وقعوا على اصدار قانون التمديد بالوكالة عن رئيس الجمهورية لنشره في الجريدة الرسمية.
وكشف وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري ان مجلس الوزراء، وافق على اصدار 14 قانوناً اقرها مجلس النواب، من بينها قانون التمديد، وقانون البلديات وسائر القوانين الاخرى.
وابقى الرئيس نبيه بري خيط التوافق سيد اللعبة، ونقل عنه انه بعد جلسة التشريع والتمديد “ثبت انه من دون سلوك قطار التوافق لا يتم التوصل الى شيء”، معتبراً ان اسقاط مشهد التوافق على انتخابات رئاسة الجمهورية يمكن شرط توافر ارادة توافق حقيقية بين الكتل النيابية.
الزيادات على الرواتب
من جانب آخر من الجلسة، ربطت مصادر نقابية ومقربة من حراك العسكريين المتقاعدين بين التواصل الى صيغة منصفة للزيادات على الرواتب بالنسبة للمتقاعدين العسكريين والمدنيين في المفاوضات الجارية بين لجنة خاصة مؤلفة من ممثلين للحكومة والحراك وبالتنسيق مع الرئيس ميقاتي.
واعلن الحراك ان الايجابية ستقابل بايجابية، والسلبية ستقابل بالمواجهة المتدحرجة، داعياً الرئيس ميقاتي إلى مقاربة موضوع الزيادة وفق ما تنص عليه الانظمة والقوانين.
وحسب مكاري فقد: “تمنى العسكريون المتقاعدون على دولة الرئيس ان يؤجل هذا الموضوع من أجل أن يدرسوا العرض الذي قدم لهم، والموضوع يدرس بشكل جدي جدا، وكان هناك ممثل لمصرف لبنان في جلسة مجلس الوزراء طرح العملية الحسابية التي ستتم لأنه ليس في إمكان مجلس الوزراء إتخاذ قرار كالذي اتخذ عام 2019 وأدى الى خلل في ميزانية الدولة”.
واعلن تجمع الادارة العامة التوقف عن العمل ابتداء من اليوم الخميس الى حين تصحيح الرواتب واعطاء الزيادة التي كانت مقترحة في المرسوم على جدول اعمال الجلسة، محذراً من شلل يصيب دوائر المالية المعنية بتحضير رواتب المتقاعدين والعاملين في القطاع العام.
صورة قاتمة
وفيما كان الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووفد رسمي لبناني في الكويت، لتقدين التعازي بأمير البلاد، عكس تقرير برنامج الامم المتحدة الانمائي الانمائي، الذي صدر الثلاثاء صورة قائمة لتأثيرات حرب غزة على لبنان خلال الاشهر الثلاثة الماضية، حيث تضاعف الخطر من توقف التدفقات المالية والتحويلات المالية الى لبنان (7 مليارات العام 2022) في «بيئة مصرفية معطلة اساساً.
وقالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين: “إننا نشهد كل يوم الآثار العميقة للصراع على حياة وسبل عيش سكان جنوب لبنان وخارجه. ويقدم هذا التحليل الأولي لمحة سريعة عن المأساة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية بينما هي تتكشف في وقتها الفعلي. وهذا يساعد على توفير المعلومات اللازمة لتقديم الدعم الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي الفوري مع وضع رؤية أطول أمدا للإحتياجات الإنمائية لهذه المجتمعات، وتوفير قاعدة لتحقيق انتعاش أكثر استدامة”.
وأوضحـت أن “القصف بقذائف الفوسفور أدى إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه، مما يشكل تهديدا للماشية وصحة الإنسان. وقد عانت المحاصيل الرئيسية مثل الزيتون والخروب والحبوب والمحاصيل الشتوية بشكل كبير، حيث أفادت التقارير عن احتراق 47000 شجرة زيتون”.
وذكرت أن “الهيئة العامة للطيران المدني اللبناني سجلت عدد الرحلات المغادرة أكبر من الرحلات القادمة الى لبنان خلال تشرين الأول 2023، وانخفاضا بنسبة 15% في تدفق الركاب مقارنة بتشرين الأول2022. وفي الفترة ذاتها، انخفضت معدلات إشغال الفنادق في لبنان إلى أقل من 10% بسبب المغادرة المبكرة للزوار وإلغاء الرحلات”.
وأوضحت أنه “بالمقارنة مع الأسبوع الأول من تشرين الأول 2023، شهد نشاط المطاعم على مستوى البلاد انخفاضا يصل إلى 80% في الأعمال خلال أيام الأسبوع، وانخفاضا بنسبة 30- 50 في المئة في عطلات نهاية الأسبوع بعد بدء الصراع”.
الوضع في الجنوب
وفي الأثناء نقلت المصادر الدبلوماسية ان اسرائيل وافقت على اعطاء الجهود السياسية فرصة لايجاد حل لما اسمته المشكلة مع حزب الله، في المنطقة الشمالية، سواء في ما خص الحرب او ابقاء عشرات الآلاف من المستوطنين لعدة اشهر بسبب الوضع الامني على الحدود مع لبنان. وفي هذا الوقت كان فيه الوضع الميداني يزيد تدحرجاً نحو الاتساع والتفلت.
فعاود جيش الاحتلال اطلاق القذائف الفوسفورية على اطراف بلدة حولا ووادي اسطبل، وحلق الطيران على امتداد الجنوب وصولاً الى البقاع
واصدرت المقاومة الاسلامية ان مقاتليها استهدفوا موقع المطلة، والمالكية ومواقع اخرى.
كما نعت المقاومة 3 شهداء على طريق القدس.
واستمر التوتر والمناوشات العسكرية على طول الحدود عند الجبهة الجنوبية، وواصل جنود الاحتلال استهداف القرى والبلدت على طول الشريط واوقع خسائر في الابنية والاحراج وادى عدوان الى استشهاد اثنين من رجال المقاومة، التي ردت باستهداف كافة مواقعه المقابلة للقرى اللبنانية واوقعت فيها اصابات مباشرة.
وقصفت المدفعية الاسرائيلية المعادية أطراف الخيام بقذيفتين نوع فوسفوري كما قصفت تلة العويضة. واستهدف القصف المدفعي الاطراف الشرقية لبلدة بليدا. وطاول القصف أطراف حولا وادي اسطبل.
كذلك، حلق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي المعادي، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور وفوق مجرى نهر الليطاني.
واستهدف الجيش الاسرائيلي، برماياته الرشاشة محيط عيتا الشعب والناقورة.
وقصفت المدفعية الاسرائيلية منزلا مستهدفا مرات عدة سابقا، في منطقة الجبل في بلدة ميس الجبل، كما قصفت بساتين الزيتون بين ديرميماس وكفركلا ووادي السلوقي.
ونفذت مسيرة زهر الثلاثاء عدوانا جويا استهدفت خلاله الاطراف الجنوبية -الشرقية لبلدة مارون الراس بعدة صواريخ.وقصفت مسيرة معادية اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة.
واستهدف صاروخ من طائرة مسيّرة اسرائيلية منطقة عين علما، والاطراف بين بلدتي الناقورة وعلما الشعب. وسقطت قذيفة على طريق خلة ابو زيد بالقرب من المنازل في رميش احدثت حفرة كبيرة في الطريق. وسجل قصف مدفعي متقطع على محيط بلدة رميش.
الى ذلك، حلقت المسيّرات الاسرائيلية المعادية بكثافة في أجواء مدينة بعلبك والقرى المجاورة.
وبعد ظهر الثلاثاء، تجدد القصف المدفعي على اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة المحاذي للخط الازرق مع فلسطين المحتلة.
كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي غارات جوية على منطقة اللبونة واطراف الجبين شيحين وطيرحرفا.
وسجل قصف مدفعي لاطراف حولا. وقصفت ايضا اطراف بلدة مروحين.
كما تم استهداف أطراف بلدتي بليدا ومحيبيب بقذائف حارقة وفسفورية.
واطلقت دبابة ميركافا معادية قرابة الثانية والدقيقة 46 من بعد الظهر قذائف مباشرة بإتجاه بلدة يارون. وأدى إنفجار صاروخ معادٍ اعتراضي في أجواء مدينة بنت جبيل الى سقوط أجزاء منه على احد المنازل خلف مبنى المدرسة المهنية، ما أدى الى إصابة سوري ونجله إصابة طفيفة.
واستهدفت أطراف بلدة كفركلا بعض الظهر بقذيفتي هاون.وسجل قصف صهيوني بالقذائف الفوسفورية والضوئية على أطراف بلدتي حولا ومركبا.كما طال القصف المعادي أطراف بلدتي راميا وبني حيان.كما أغارت مسيرة اسرائيلية معادية على منزل في عيتا الشعب.
في المقابل، إستهدف حزب الله موقع المطلة بالاسلحة المناسبة.
وصدر عن “المقاومة الاسلامية” بياناً نعت فيه الشهيد المجاهد أحمد حسين الحاج علي (يوسف منتصر) من بلدة الحلوسية وسكان بلدة العباسية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس.
كما نعت “الشهيد المجاهد محمد حسن جعفر مكي (ذو الفقار) من بلدة محرونة في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس”. وفي وقت لاحق نعت المقاومة علي عماد موسى من بلدة القصيبة.
شروط إسرائيلية
وكان العدو الاسرائيلي ابلغ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنه يريد دفع قوات حزب الله لمسافة 6 أميال (حوالي 10 كلم) من الحدود كجزء من اتفاق دبلوماسي لإنهاء التوترات مع لبنان، حسبما صرح ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لموقع “أكسيوس”.
وأشار الموقع ذاته إلى أن الإدارة الأميركية تشعر بقلق عميق من أن المناوشات الحدودية المتصاعدة يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة ستكون أسوأ من الصراع في غزة.
وقالت الحكومة الإسرائيلية علنا، إنه من أجل السماح للمواطنين الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم، يجب أن يتغير الوضع إما من خلال حل دبلوماسي أو عمل عسكري.
ويعمل كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكستين، ومسؤولون أميركيون آخرون على محاولة التوصل إلى مثل هذا الحل الدبلوماسي، ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر حتى الآن، وفقا لأكسيوس.
وكانت التوترات على الحدود مع لبنان إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال اجتماع وزير الدفاع، لويد أوستن، الاثنين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت في تل أبيب.
وقال مسؤولون إسرائيليون لأكسيوس، إن نتانياهو وغالانت أبلغا أوستن، أن إسرائيل لا يمكنها قبول نزوح عشرات الآلاف من مواطنيها لعدة أشهر بسبب الوضع الأمني على الجانب الآخر من الحدود.
وكشف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، أن أوستن أبلغ نتانياهو وغالانت أن إدارة بايدن تتفهم المخاوف الإسرائيلية وستدفع من أجل التوصل إلى حل سلمي، لكنهم طلبوا من إسرائيل منح الوقت والمساحة للدبلوماسية وعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تفاقم التوترات.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن نتانياهو وغالانت قالا، إن إسرائيل مستعدة لمنح الدبلوماسية فرصة، لكنهما أكدا أنهما يريدان رؤية تقدم في الأسابيع القليلة المقبلة.
بالتوازي، وفي اليوم الـ74 من العدوان على غزة، أعلنت كتائب القسام قصف تل أبيب بالصواريخ ردا على المجازر الإسرائليية بحق المدنيين الفلسطينيين، وقد دوت صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى وعشرات المدن الإسرائيلية في ضواحيها الجنوبية والشرقية.
وارتفع عدد الجنود والضباط الإسرائيليين منذ بدء الحرب إلى 464- ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى أكثر من 19 ألفا و667 شهيدا، و52 ألفا و586 مصابا.
في الأثناء، نقلت قناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي مطلع، بأنه “من المحتمل أن تكون تكاليف صفقة جديدة لتبادل الأسرى مرتفعة لإسرائيل”.
وفي السياق، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر مطلعة، بان “إسرائيل عازمة على تحقيق اختراق في المحادثات رغم علمها أنها ستدفع ثمنا باهظاً.
فيما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، أنّه “يُمكن التوصل إلى هدنة إنسانية ممتدة إذا وافقت حركة حماس على إطلاق سراح الأسرى”.
وادّعت الوزارة انخراطها “بشكل بنّاء في مجلس الأمن لحل قضايا عالقة بشأن مشروع قرار خاص بغزة”، مشيرة إلى “أننا نؤيّد بشكل كامل تلبية الاحتياجات الإنسانية لشعب غزة”.
وسبق أن أكّدت “حماس” أنّه لن يكون هناك تبادل أسرى دون وقف لإطلاق النار في غزة، كم شددت على أنّه التبادل سيجري بشروط المقاومة الفلسطينية.