مبادرة “حسن نيّة”: إسرائيل أفرجت عن أربعة أسرى لبنانيين والخامس اليوم
سجّلت في الساعات القليلة الماضية تحركات للجنة الدبلوماسية الخماسية الممثلة للدول التي رعت تفاهم اللبنانيين على إنهاء الشغور الرئاسي، وتأليف حكومة جديدة، والتي حطت في عين التينة، والتقت الرئيس نبيه بري، وكذلك اللجنة الخماسية العسكرية المعنية بمراقبة التزام الاطراف بالقرار 1701 وتطبيق آليات وقف النار والالتزام به.
بالتزامن كان الرئيس نواف سلام يزور قصر بعبدا، ويعقد اجتماعاً مع الرئيس جوزف عون، مؤثراً الكلام حول التعيينات وغيرها في جلسة اليوم الخميس، حيث تحضر التعيينات العسكرية على طاولة البحث، لإنجازها، تمهيداً للانتقال الى تعيينات وتشكيلات اخرى.
وحسب مصادر المعلومات، حسم التوافق على الاسماء الامنية والعسكرية: 1- العميد رودلف هيكل قائداً للجيش، العميد حسن شقير مديراً عاماً للأمن العام، العميد رائد عبد الله مديراً عاماً لقوى الامن الداخلي، والعميد إدغار لوندوس مديراً عاماً لأمن الدولة.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس في القصر الجمهوري في بعبدا للبحث في جدول الاعمال.
لكن مصادر رسمية اكدت ان لا شيء رسمياً حتى الآن، وأن التسريبات صدرت بعد مغادرة سلام للقصر الجمهوري لكن ليس من القصر. فيما ذكرت معلومات اخرى انه لم يتم حسم اسماء العميد شقير والعميد رائد عبد الله بعد، ولا نائب مدير عام أمن الدولة.
بدورها قالت مصادر سياسية مطلعة إن رغبة الرئيس عون والرئيس سلام على إصدار التعيينات الأمنية دفعة واحدة من دون تجزئة إلى معالجة التباينات بشأن بعضها، وقالت إن هناك تفاهمًا عريضًا ساد على الأسماء، ونالت ضوءا اخضر رئاسياً، ورست الأسماء المتداولة للتعيينات على العميد رودولف هيكل لقيادة الجيش والعميد حسن شقير لمديرية الأمن العام والعميد رائد عبدالله لمديرية قوى الأمن الداخلي والعميد ادغار لوندوس لمديرية امن الدولة.
وكان الرئيسان عون وسلام قد ناقشا في اجتماعهما سلسلة ملفات بدءاً من ملف الجنوب مرورا بالتعيينات وصولا إلى التطورات الحاصلة في الساحل السوري وانعكاساتها على لبنان لاسيما بعد موجة النزوح السورية الجديدة إلى شمال البلاد.
انفراجات
وعليه، تحققت بعض الانفراجات الامنية الثلاثاء، بالاعلان عن اربعة مواطنين كان قد اعتقلهم جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه المستمر على الجنوب.
وتبلغ الرئيس عون تسلُّم أربعة اسرى من إسرائيل الثلاثاء وأسير خامس أمس أو اليوم نتيجة مفاوضات أجرتها لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية.
وفي المعلومات انه بنتيجة المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في الجنوب، تسلّم لبنان أربعة اسرى لبنانيين كانت احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على ان يتم تسليم اسير خامس لاحقاً.
وتسلم الصليب الاحمر عند معبر رأس الناقورة الأسرى المحررين، وهم محمد نجم، وحسين عباس، وحسين قطيش، وأحمد السيد محمد شكر، وجرى نقلهم الى المستشفى اللبناني- الايطالي في صور لإجراء الكشف الطبي عليهم. وكان يفترض الافراج عن الجندي في الجيش زياد شبلي الذي اختطفه الاحتلال من الجنوب منذ يومين بعد اصابته برصاص جنود الاحتلال لكن تم تأجيل الافراج عنه الى يوم آخر. وكانت اليونيفيل قد اعلنت أنها ستسلم الجندي اللبناني لتعيده إلى لبنان بعد اصابته برصاصة.
وجاء الافراج بعد اجتماع عقد للجنة الاشراف الفنية على تنفيذ وقف اطلاق النار، وبعد اجتماع عقد في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ورئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، بحضور السفيرة ليزا جونسون، وذلك قبيل اجتماع اللجنة في الناقورة، وقد طلب الرئيس عون من رئيس اللجنة الضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، والانسحاب من التلال الخمس وإعادة الأسرى اللبنانيين.
وعقد الاجتماع السادس للجنة مراقبة تنفيذ وقف الاعمال العدائية في الناقورة في مقر اليونيفيل وبرئاسة الولايات المتحدة، وحضور فرنسا وممثلين للجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي. وتركز الاجتماع على تنفيذ القرار 1701، والتطبيق الكامل لترتيب وقف الاعمال العدائية، والخطوات المقبلة لمعالجة القضايا العالقة بين اسرائيل ولبنان.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ولبنان إتفقا، على بدء مفاوضات لترسيم الحدود البرية بينهما ومعالجة ملف الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان، عبر مجموعات عمل مشتركة. وأعلن المكتب أن إطلاق الأسرى جاء كمبادرة حسي نية تجاه الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون.
وفي الاطار ذاته، نقل موقع “أكسيوس” الاميركي عن مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته القول إن إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية.
وقال المسؤول الأميركي إن إدارة ترامب تقوم بوساطة بين إسرائيل ولبنان منذ عدة أسابيع في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية. وكجزء من الاتفاق بين الطرفين قال مسؤول في البيت الأبيض للموقع: “سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض حول ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من خمس نقاط متبقية في جنوب لبنان”.
بري والخماسية
وفي شان الوضع الجنوبي والعام، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، سفراء اللجنة الخماسية العربية- الدولية. وأعلن السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، بعد اللقاء، أنه كان مثمرًا، “والجانب الأكبر منه تناول موضوع الجنوب وضرورة الإنسحاب الإسرائيلي منه. وما تقوم به اللجنة الخماسية الآن هو الوصول إلى الصيغة التي تؤدي إلى الإنسحاب الإسرائيلي الكامل. واللقاء كان فرصة جيدة لبحث التحديات القادمة وخطوات الحكومة حسب ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري”.
وقال: “الرئيس بري كان واضحًا وصريحًا بأن ما يحدث في الجنوب سيؤثر على كل لبنان بشكل كامل ونحن نتفق معه في هذا الشأن”.وتابع: “نحن نسعى للحد من التوترات في المنطقة”.
وأشار موسى إلى أن الرئيس بري “أعرب عن إلتزامه بتنفيذ ما جاء في البيان الوزاري وخطاب القسم”.
حملة القوات على متري
وتعرض وزير الثقافة طارق متري الى حملة من “القوات اللبنانية” على خلفية تصريح له بأن لا نزع لسلاح “حزب الله” بالقوة.
وجاء في بيان قواتي ان “متري بأقواله ألحق ضررًا فادحًا بصورة الحكومة الحالية ووضع عصيًّا في دواليب العهد الجديد، وما قاله هو عودٌ على بدء، وينذر بإبقاء القديم على قدمه ويضرب محاولة الإنقاذ التي بدأت مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية. لبنان لم يعد يحتمل تسويفًا أو ميوعة أو تأجيلاً، فكل الأنظار مشدودة للعهد الحالي والحكومة الحالية، فحرام أن يضيّع أحد هذه الفرصة التي لن تتكرر على اللبنانيين”.
بعدها أعلن متري في تصريح: “في أكثر من مقابلة صحفية، أكدت موقف الحكومة الواضح في بيانها الوزاري الذي يستعيد خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية حول حق الدولة باحتكار حمل السلاح وامتلاكها قرار الحرب والسلم والتزامها تطبيق القرارات الدولية دون انتقاء ولا اجتزاء. والموقف الحكومي ليس مجرد اعلان نوايا، بل التزام”، مضيفاً: “واليوم، أؤكد أنه من البديهي أن يعمل مجلس الوزراء على وضع روزنامة زمنية وخطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف”.
خطة في عكار حول النازحين الجدد
وانشغلت الفعاليات الشمالية ورؤساء البلديات بموضوع النازحين السوريين، بعد الاحداث التي وقعت في مدن وبلدات الساحل السوري.
فقد عقد محافظ عكار عماد لبكي اجتماعاً الثلاثاء مع رؤساء بلديات سهل عكار، في منزل رئيس الاتحاد محمد حسين في بلدة الحيصة.
وخلال الاجتماع وضع لبكي خطة للتعامل مع الموقف، لجهة إجراء الاتصالات ببعض الجهات المانحة لتأمين المساعدات وتأمين مراكز إيواء للنازحين.