تداعيات خطيرة لاغتيال السيد حسن نصرالله بدء هجوم برّي في الجنوب وإيران أمطرت إسرائيل بالصواريخ

السؤال البديهي المشروع: ماذا بعد الردّ الإيراني على الاغتيالات بما لا يقل عن 200 صاروخ، وصلت الى الاراضي المحتلة خلال 10 دقائق؟ مع محاولات اميركية لاعتراض وصولها، قبل ان يعلن الرئيس الاميركي جو بايدن انه اعطى الاوامر لتقديم المساعدة لدولة الاحتلال والدفاع عن امنها.
حسب المصادر، فإن إيران كانت تنتظر فرصة مناسبة للردّ على إسرائيل، ووجدت هذه الفرصة بعد عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ضاحية في ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة الماضي.
ولم تشهد محاولة اغتيال من قبل استخدام هذا الكم الهائل من المواد المتفجرة لقتل أي زعيم، حيث قُصف المبنى الذي كان السيد نصرالله متواجداً فيه، على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، بـ 83 صاروخاً، يزن كل منها حوالي الطن.
وترافقت الصواريخ الإيرانية، عع صواريخ المقاومة التي اصابت مواقع عسكرية اسرائيلية على بعد ما لا يقل عن 100كلم.
وأعلن الحرس الثوري الايراني عن اطلاق ما لا يقل عن 200 صاروخ ضد المدن الاسرائيلية.
وقال الحرس الثوري الايراني ان القصف استهدف القواعد الثلاث في نافاتيم التي تضم طائرات أف 35، ونتساريم التي تضم طائرات أف 15 التي استخدمت لاغتيال السيد حسن نصر لله، وقاعدة تل نوف بالقرب من تل ابيب، مع الاشارة الى ان الحرس يستخدم لاول مرة صواريخ فتاح الفرط صوتية.
وفي حين توعد مصدر اسرائيلي ايران بأنها ستندم، اعلن عن اصابة قاعدة عسكرية وسط اسرائيل.
وسارع الجيش الاسرائيلي الى اغلاق مطار بن غوريون والمجال الجوي لاسرائيلي، ثم قرر اعادة افتتاحها وتسيير حركة الهبوط والاقلاع.
وقال الجيش الاسرائيلي ان القصف على اسرائيل غير مسبوق بـ181 صاروخاً بالستياً.
وقال رئيس وراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن الهجوم الإيراني فشل، وإن إيران ارتكبت خطأ فاضحاً، وستدفع ثمناً باهاً.
وفي واشنطن، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الى أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أُحبط فيما يبدو، وأن إدارة الرئيس جو بايدن ما زالت تراقب الوضع.
وأوضح سوليفان أن الإدارة تتابع التقارير عن مقتل مدني فلسطيني في الضفة الغربية. واردف “بناء على ما نعرفه في هذه المرحلة، يبدو أن هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعالا”ً، معتبرا الهجوم “تصعيدا كبيرا من جانب إيران”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد وجه القوات الأميركية المتواجدة في الشرق الأوسط بالعمل على التصدي لأي هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وشاركت واشنطن فعلاً في عملية التصدي للصواريخ، كما علم أن الأردن أسقط بعضها.
وعلق رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، على الهجوم الإيراني على إسرائيل، قائلا: “لقد أثبتنا قدرتنا على منع العدو من الإنجاز، وسنختار موعد تحصيل الثمن، ونثبت قدراتنا الهجومية الدقيقة والمفاجئة، وفقا لتوجيهات المستوى السياسي”.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري للصحفيين، أن سلاح الجو الإسرائيلي “يواصل العمل بكامل طاقته، وسيواصل الليلة أيضًا توجيه ضربات قوية في الشرق الأوسط، كما كانت الحال خلال العام الماضي”.
وقال عن الهجوم الإيراني بـ 180 صاروخًا على إسرائيل: “عملت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية بشكل فعال، كان هناك تعاون وثيق في الكشف والاعتراض”.
وتابع: “نفذت إيران عملاً خطيرًا الليلة وتدفع الشرق الأوسط إلى التصعيد، سنتحرك في المكان والوقت الذي نختاره، وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي”، مضيفا “سيكون لحدث الليلة عواقب”.
وأشار إلى أن هناك تأثيرات “معزولة” في وسط إسرائيل والعديد من التأثيرات الأخرى في جنوب إسرائيل.
عملية برية في لبنان
في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال انه باشر عملية برية محدودة ضد مواقع حزب لله في عدد من القرى الحدودية تحت اسم “سهام الشمال”، وحصول اشتباكات مع قوات الحزب، فيما نفى الحزب حصول اي تقدم بَرّي.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي “أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان”، كما نشر مشاهد من تحضيرات قوات الفرقة. وقال: “قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري “العثور على أنفاق وأسلحة لحزب لله خلال العمليات في جنوب لبنان”، قائلا: “عثرنا على خريطة ونفق يتجه نحو حدود إسرائيل بهدف احتلال بلدات ظهرت على الخريطة” . وقال: “ان قيادة الشمال نفذت عشرات من عمليات الدهم لمواقع قوة الرضوان التابعة لحزب لله”.
واضاف: “ان حزب لله خطط لاقتحام المناطق الإسرائيلية، وانه خلال العمليات كشفنا مخابئ أسلحة وجمعنا معلومات هامة ودمرنا وسائل قتالية. ودمرنا العديد من أنفاق حزب لله في عمليات برية وجوية في قرى بجنوب لبنان”.
وتابع المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي: “دمرنا المئات من مواقع تابعة لحزب الله في منطقة عيتا الشعب، والجيش دمر أكثر من 700 هدف على الحدود مع لبنان، واستهدفنا عشرات الأطنان من المواد المتفجرة وممتلكات ومقار قيادية لحزب لله.”
اما القناة 13 الإسرائيلية فزعمت “أن الجيش دمر في جنوب لبنان 30 طنا من الألغام المضادة للدروع و450 صاروخ أر بي جي”.
ونشر الاعلام العبري العسكري والمدني مقاطع فيديو تظهر دخول جنود الى أنفاق ومصادرة اسلحة وعتاد متنوع. كما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت صورة لأحد مراسليها وهو يرافق الجيش الإسرائيلي، أثناء مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة.
لكن حزب الله نفى أن تكون قوات الاحتلال قد دخلت إلى أنفاق، وقال إن أشرطة الفيديو والصور قدريمة. كما اكد الحزب ان “ما تثيره الادعاءات الاسرائيلية عن دخول قوات الاحتلال الى الاراضي اللبنانية هو ادعاءات كاذبة، ولم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال”.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد طلبت من سكان 38 قرية وبلدة في جنوب لبنان مغادرتها إلى ما وراء نهر الأولي، والابتعاد عن المواقع التي يشغلها حزب الله.
غارات على الضاحية
وكان الطيران المعادي نفذ غارة عند دوار “الجندولين” قرب السفارة الكويتية في بئر حسن، مستهدفاً احد المباني، وهذه الغارة جاءت بعد دقائق قليلة من استهداف مبنى بين منطقتي الجناح والاوزاعي، في محيط مستشفى الزهراء.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل في الضاحية الجنوبية ذو الفقار حناوي قائدة “فرقة الامام الحسين”.
وكانت الغارة الأولى على شقة قرب مستشفى الزهراء. أما الغارة الثانية فكانت على مبنى عند دوار الجندولين قرب السفارة الكويتية في بئر حسن.
وقالت قناة “أم.تي.في” إن هناك شهداء جراء الغارتين، وهناك حديث عن عملية اغتيال.
وفي وقت لاحق، نقل عن مصادر مطلعة، أن الغارتين استهدفتا مسؤولين كبيرين في حزب الله، مضيفة أن المستهدفين بالاغتيال هما الشيخ صلاح المسؤول عن نقل العسكريين من سوريا إلى لبنان، ودو الفقار، قائد في “فرقة الإمام الحسين” ضمن الميليشيات المرتبطة بإيران.
حراك دبلوماسي
إلى ذلك، كرر الاتحاد الاوروبي حسب بيان للممثل الاعلى للاتحاد جوزيب بوريل، بعد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الاتحاد موقفه من الدعوة لوقف فوري لاطلاق النار بين حزب لله واسرائيل، والالتزام بتنفيذ القرار 1701 لضمان العودة الآمنة للسكان النازحين عند طرفي الحدود.
وفي بيروت، اثنى الرئيس نبيه بري على جهود الحكومة في توفير الاحتياجات الضرورية لايواء النازحين، مؤكداً على تبني النداء الذي وجهه الرئيس ميقاتي للدول المانحة والجهات الانمائية المعنية، شاكراً الدول العربية والصديقة التي بادرت بارسال المساعدات، مطالباً الامم المتحدة بانشاء جسر جوي يؤمن ايصال المواد الاغاثية ويكسر الحصار الجوي المفروض اسرائيلياً على لبنان.
ونظراً للتطورات، اعلن وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية اغلاق المجال الجوي امام حركة الطيران لمدة ساعتين، على ان يبقى الوضع قيد التقييم، لاستئناف الرحلات.
ولاحقاً اعلن حمية انه بناءً على توصية المعنيين في المديرية العامة للطيران المدني السماح باقلاع الطائرات نحو الغرب بعد التنسيق مع سلطات الطيران القبرصي، الى حين تقييم المستجدات لاتخاذ القرار المناسب وفق المعايير والمقاييس الدولية.
وحضر ملف ملء الشغور الرئاسي في لقاءات عين التينة، من زاوية تحصين الوحدة والتضامن سواء من خلال اللقاء بين بري ووفد كتلة تجدّد برئاسة النائب فؤاد مخزومي، الذي اعتبر ان المطلوب فوراً اعلان وقف العدوان والضغط على المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.
واعتبر النائب جبران باسيل رئيس تكتل لبنان القوي ان من الضروري انتخاب رئيس للجمهورية، وان عدم انتخابه هو في خدمة اسرائيل.
وكان مقرراً ان ريزور ئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الرئيس بري أمس، في اطار السعي لانقاذ الوضع، عبر عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com