فؤاد شكر – أخبار العالم
بعد أن كانت بيروت تعيش حالة من التوتر لعدة أيام، قبل هجوم إسرائيلي متوقع،
ردا على هجوم بصاروخ على مجدل شمس، قتل من جرائه 12 طفلاً في ملعب لكرة القدم،
واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله بتنفيذه،
قصف الجيش الإسرائيلي الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بعد ظهر الثلاثاء،
ما أدى على الأرجح إلى القضاء على قائد حزب الله الذي كان مسؤولا عن الغارة على مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة.
والقائد المستهدف هو فؤاد شكر. ولد في 15 نيسان 1961، وهو يتحدر من بلدة النبي شيت بمنطقة بعلبك في سهل البقاع شرق لبنان.
وشكر هو أحد أبرز المسؤولين المطلوبين للولايات المتحدة وإسرائيل،
وتتهمه تل أبيب بأنه يقود الجناح العسكري لحزب الله اللبناني منذ اغتيال عدد من المسؤولين في الحزب
خلال السنوات الماضية.
ورُصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى قتله، بحسب برنامج المكافآت الأمريكية من أجل العدالة.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية رفيعة إن شكر كان المستشار العسكري للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله،
وكان نشطاً في الحزب لمدة 30 عاماً، حيث كان رئيس غرفة عملياته.
ويُعرف شكر أيضًا باسمَي “الحاج محسن” و”محسن شكر”.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شكر في عام 2015.
فؤاد شكر ومقتل 241 عسكريًا أمريكيًا
ولعب شكر دورًا مركزيًا في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في العاصمة اللبنانية في 23 تشرين الاول 1983،
والذي أسفر عن مقتل 241 عسكريًا أمريكيًا وإصابة 128 آخرين، وفقًا لبرنامج المكافآت الأمريكية من أجل العدالة.
وعقب الضربة مباشرة، سُمع دوي انفجار قوي،
وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد فوق الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية نتيجة الضربة، وتحديداً في حارة حريك معقل جماعة “حزب الله”.
وقُتل شخصان في الهجوم، بحسب مصدر الأخبار السعودي “الحدث”،
لكنه أفاد أيضًا، بأن شكر نجا من الهجوم، ثم عاد وذكر أن شكر قد قتل في الغارة،
كما أكدت قناة “مكان” الإسرائيلية مقتله.
وقال مراسلون مقربون من حزب الله، إن الغارة كانت في منطقة مكتظة بالسكان،
وأدت إلى سقوط 10 جرحى، دون أن يوضحوا ما إذا كان الجرحى مدنيين أم عناصر من “حزب الله”، ولكن مصادر رجحت أنه إذا قتل شكر، فلا بد أن يكون معه بعض المرافقين.
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن امرأة قتلت وأصيب سبعة أشخاص.
وقال المراسلون إن الغارة كانت على مبنى سكني مجاور لمستشفى بهمن.
حزب الله تجاوز الخط الأحمر
وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية التي تديرها الدولة إن الغارة استهدفت المنطقة المحيطة بمجلس شورى “حزب الله” في حي حارة حريك.
مواقف
وتعليقًا على ضربة بيروت، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على موقع “إكس” تويتر سابقًا، قائلاً إن “حزب الله تجاوز الخط الأحمر”.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “هاجمنا بشكل دقيق في بيروت القائد المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس والذي قتل العديد من الاسرائيلين”، مضيفاً: “في هذا الوقت لا يوجد تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية”.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية من جانبها، إن الولايات المتحدة ستواصل اتباع الدبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع بين إسرائيل وجماعة “حزب الله” اللبنانية.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل في مؤتمر صحفي: “نحن نواصل العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنب أي نوع من التصعيد”..
الدعم الأمريكي لإسرائيل
وأكد مجددا أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يزال “صارماً” في الوقت الذي تواجه فيه تل أبيب تهديدات من إيران والجماعات التابعة لها مثل “حزب الله”.
وقال إن “لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها”، و”تواجه بالتأكيد تهديدات لا تواجهها أي دولة أخرى في تلك المنطقة من العالم”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل أمر لا مفر منه.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عن وزارة الخارجية الروسية أن الغارة الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت تعتبر “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.
كما أدانت إيران الضربة، ووصفتها بأنها “آثمة وجبانة”، بحسب سفارتها في لبنان.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إن حكومته تدين الغارة الإسرائيلية التي ضربت الضاحية الجنوبية للعاصمة
وتعتزم تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة.
تصعيد خطير
وقال لرويترز إنه يأمل ألا يؤدي أي رد من جماعة “حزب الله” اللبنانية المسلحة، التي يقع معقلها في تلك الضواحي الجنوبية،
إلى تصعيد.
كما أدانت منظمة “حماس” الهجوم ووصفته بأنه “تصعيد خطير”.
واستنكر الحوثيون الهجوم ووصفوه بأنه “انتهاك صارخ لسيادة لبنان”.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق تدين هذا الاعتداء السافر على سيادة لبنان وهذا الانتهاك الواضح للقانون الدولي.
ودان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت
والذي أدى الى سقوط العشرات من المواطنين اللبنانيين بين شهيد وجريح، قائلاً:
“لم تشبع آلة القتل الاسرائيلية من استهداف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع وصولًا الى عمق العاصمة بيروت، وعلى بعد أمتار من أحد أكبر المستشفيات في لبنان”.
واعتبر أن “هذا العمل الاجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية
التي تحصد المدنيين في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،
القرارات الدولية
وهو أمر نضعه برسم المجتمع الدولي الذي عليه تحمّل مسؤولياته والضغط بكل قوة لالزام اسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية”.
وأضاف: “كذلك فاننا سنحتفظ بحقنا الكامل بالقيام بكل الإجراءات التي تساهم بردع العدوان الاسرائيلي”.
وختم: “وقد دعوت مجلس الوزراء الى الانعقاد وادعو جميع الوزراء للمشاركة”.
ودان رئيس حزب “المردة” سليمان فرنجية الهجوم على الضاحية الجنوبية في منشور له عبر صفحته على “إكس”،
قائلاً: “كل الإدانة والإستنكار للعدوان الغاشم على الضاحية الجنوبية والعزاء بالشهيدة والشفاء للجرحى”.
وأضاف: “وفي كلّ يوم يتأكّد لنا أن لا سبيل للتحرير أو لمواجهة هذا العدو سوى المقاومة”.
وختم فرنجية: “حمى الله لبنان”.
وصرح رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” الأسبق، وليد جنبلاط مساء الثلاثاء بأن “إسرائيل تظن أنها تستطيع ان تضعف المقاومة، لكن الضربة ذات طابع معنوي والمقاومة مستمرة”.
تجاوز الخطوط الحمر
وفي حديث لـ”أو تي في”، قال: “ما جرى لن يغير في المعادلات بشيء لأن المقاومة مستمرة بالرغم من الخسائر”.
واعتبر جنبلاط ان “تجاوز الخطوط الحمر من قبل إسرائيل حصل سابقًا باغتيال العاروري واستهداف بعلبك والبقاع”.
ورأى أن “الحرب طويلة جدا مع العدو الاسرائيلي وعلينا ان نتعود على هذه الحالة وهذا قدرنا الى ان تفرج الامور ويجري ترسيم الحدود بشكل فعلي بقرار الادارة الاميركية للخروج من الدوامة”.
وكتب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عبر منصة “إكس”:
“على إسرائيل ان تعلم انّها لن تنتصر على ارادة لبنان المقاوم وعلينا كلبنانيين ان نعلم ان تضامننا الوطني برغم خلافاتنا السياسية هو الذي ينجينا جميعاً من الهلاك”.
وشجب الحزب السوري القومي الاجتماعي العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية،
وقال في بيان: “المقاومة تمتلك الخيارات والقدرات لتنفيذ ردٍّ قاسٍ جداً”.
رد حزب الله
في الأثناء، أفادت وسائل إعلام مقربة من حزب الله اللبناني، بأن الحزب بدأ بالرد على الهجوم الإسرائيلي.
وقالت إن “سرباً من المسيرات دخل من لبنان باتجاه الجليل الغربي”.
وسبق أن أكد مسؤول في “حزب الله”، أن الحزب رفض دعوات مبعوثين دوليين لتجنب الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي كان مرتقباً، عقب ضربة صاروخية استهدفت السبت هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.
وأضاف المسؤول، في تصريحات صحفية، أن “حز ب الله” الذي نفى تورطه في ضربة يوم السبت ،
قد أبلغ الوسطاء أنه سيرد على أي هجوم إسرائيلي.
وقبل ساعات من هجوم الضاحية دعت إسرائيل سكان المناطق الشمالية إلى تخفيف التجمعات والحد من الأنشطة غير الضرورية.
وقال المجلس الإقليمي لمستوطنات الجولان: يُطلَب من سكان المناطق الشمالية تخفيف التجمعات والأنشطة غير الضرورية حتى إشعار آخر”.