في اليوم الـ200 من التدمير الإسرائيلي الممنهج لقطاع غزة على مرأى ومسمع العالم، قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ “حماس” أبو عبيدة إن إسرائيل “عالقة في رمال غزة” داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى تصعيد الحراك الداعم للمقاومة.
وفور بث قناة “الجزيرة” الكلمة المصورة لأبو عبيدة تحركت عائلات الأسرى الإسرائيليين لمزيد من محاصرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يمنع هذا الآن إقرار صفقة التبادل مع حماس.
في الأثناء أعلنت السلطات الصحية في القطاع ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول إلى 34,183 شهيدا و77,143 مصابا وذلك بعد ارتكاب الاحتلال 3 مجازر وصل منها 32 شهيدا و59 مصابا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المكثف على مناطق عدة من وسط القطاع، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جيش الاحتلال يستعد لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة “قريبا جدا” في الوقت الذي سحب البنتاغون يده من العملية مشيرا إلى أنه لا يدعم هذه الخطوة.
يأتي ذلك بينما وصفت الأمم المتحدة التقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في القطاع بأنها “مثيرة للقلق للغاية” ودعت إلى إجراء تحقيق “موثوق” في أعقاب انتشال الدفاع المدني في غزة 35 جثة جديدة من مقابر جماعية في مجمع ناصر بخان يونس، وبذلك يرتفع إجمالي جثث الشهداء إلى 310، كما اكتشف 3 مقابر جماعية.
وكثفت إسرائيل ضرباتها في أنحاء قطاع غزة وقصفت شمال القطاع الذي كان الجيش الإسرائيلي قد سحب قواته منه في السابق. ووردت أنباء عن ضربات جوية وقصف دبابات في المناطق الوسطى بشكل مستمر.
وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن دبابات الجيش توغلت مجددا شرقي بيت حانون على الطرف الشمالي لقطاع غزة ليل الاثنين، لكنها لم تتوغل كثيرا في المدينة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أمرت بعمليات إخلاء جديدة في منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، واصفا إياها بأنها “منطقة قتال خطيرة”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المنطقة الإنسانية بساحل غزة سيتم توسعتها لاستيعاب مزيد من المدنيين بحال بدأت عملية رفح.
إلى ذلك نقلت هيئة البث الإسرائيلية مصدرين عسكريين إسرائيليين لم تسمهما، قولهما إن الجيش يستعد لعملية برية في رفح تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان. وسيُطلب من أكثر من مليون فلسطيني موجودين في رفح إخلاء المنطقة إلى مآوٍ تمت إقامتها مؤخرا في جنوب ووسط قطاع غزة.
وأضاف مصدر عسكري أن آلاف الخيام أعدتها مسبقا هيئات إغاثية دولية ودول أخرى (لم يسمها) في هذه المناطق لاستيعاب النازحين من رفح.
ووفقا للخطة الإسرائيلية التي تم طرحها على الأميركيين ودول أخرى بالمنطقة فإن تقدم الجيش الإسرائيلي في رفح سيتم عبر مراحل، بناء على تقسيم المدينة إلى مناطق محددة، وسيتم إبلاغ السكان المحليين في كل منطقة مسبقا، قبل أي تحرك للقوات الإسرائيلية، حتى يمكن السماح بإخلائهم على مراحل.
وقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن تستغرق عملية إخلاء السكان من رفح ما بين 4 إلى 5 أسابيع.
في المقابل أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية على سديروت وكيبوتس نير عام، مما يشير إلى أن المقاتلين ما زالوا قادرين على إطلاق صواريخ.