عون في القمة العربية يربط السلام باستعادة الأرض والدولة الفلسطينية أولى جلسات الحكومة الإصلاحيّة وضبط الحدود مع سوريا أولويّة قصوى

من البيان السعودي – اللبناني في ختام القمة التي عقدها الرئيس جوزاف عون مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، الذي اكد على اهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل اراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، ودعمه وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من كافة الاراضي اللبنانية… إلى ما تضمنه البيان الختامي للقمة العربية الطارئة حول غزة لجهة التأكيد على انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من كل الاراضي التي يحتلها في لبنان وسوريا ومن دعم لإجراءات الدولة في ما خص اطلاق ورشة النهوض والجهود لإنهاء الاحتلال وبسط سلطة الدولة، مروراً بالكلمة التي القاها الرئيس عون باسم لبنان امام القمة، والتي لاقت ارتياحاً واسعاً لدى الملوك والرؤساء والامراء المشاركين في القمة.
وقالت مصادر مطلعة ومواكبة لأعمال القمة إن زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية حققت نتائجها فور حصولها من خلال التفاهم على مجموعة ثوابت والتأكيد على الصفحة الجديدة في العلاقة بين البلدين وتفعيلها والتي توافق عليها الرئيس عون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كلمة عون
وجاء في كلمة الرئيس عون: “أنّ في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل. وأسرى لبنانيون في سجونها. ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم، ولا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً. ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطينية”.
وأضاف: “لا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين. وهو ما تعهدنا به كدولٍ عربية. منذ مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002، حتى إعلان الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.”
وأضاف عون:”علّمتني حروبُ لبنان أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً. أي أن نكونَ مع خياراته ومع قراراته. مع سلطاتِه الرسمية ومع ممثليه الشرعيين. أنْ نقبلَ ما يقبلُه شعبُها. وأن نرفضَ ما يرفضُه. علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين، يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية. فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء… يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين. أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها… إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين.”
وشدد الرئيس عون على أنّ “سيادة لبنان الكاملة والثابتة، تتحصّن بالتعافي الكامل في سوريا، كما بالاستقلالِ الناجز في فلسطين، الأمر نفسه بالنسبة إلى كل دولة من دولنا، في علاقاتها وتفاعلها مع كل جار عربي، ومع كل منطقتنا العربية”، مضيفًاً: “أيُ اعتلالٍ لجارٍ عربي، هو اعتلالٌ لكل جيرانه. والعكسُ صحيحٌ”.
وأضاف: “أنا لبنانيٌ مئة بالمئة. وعربيٌ مئة بالمئة. وأفخرُ بالاثنين. وأنتمي وطنياً ورسالياً إلى الاثنين.”
وتابع: “لقد عانى لبنانُ كثيراً. لكنه تعلّمَ من معاناته. تعلّمَ ألا يكونَ مستباحاً لحروبِ الآخرين. وألا يكونَ مقراً ولا ممراً لسياساتِ النفوذِ الخارجية. ولا مستقَراً لاحتلالاتٍ أو وصاياتٍ أو هيمنات. وألا يسمحَ لبعضِه بالاستقواء بالخارج ضدَ أبناءِ وطنِه. حتى ولو كان هذا الخارجُ صديقاً أو شقيقاً. وألا يسمحَ لبعضِه الآخر، باستعداءِ أيِ صديقٍ أو شقيق. أو إيذائه فعلاً أو حتى قولاً”.
وذكر الرئيس عون أنّه “تعلمَ لبنان أنّ مصالحَه الوجودية هي مع محيطِه العربي. وأنّ مصالحَه الحياتية هي مع العالمِ الحرِ كلِه. وأنّ دورَه في منطقته أن يكونَ وطنَ لقاء. لا ساحةَ صراع. وأنّ علةَ وجودِه هي في صيانةِ الحرية، وصياغةِ الحداثة، وصناعةِ الفرح”.
لقاءات
ومن ابرز لقاءات الرئيس عون، الاجتماع مع الرئيس السوري احمد الشرع على هامش القمة، حيث تم التأكيد على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين لمنع كافة انواع التجاوزات. كما تم الاتفاق على تشكيل لجان تنسيق بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة.
وقبل ذلك، التقى الرئيس عون امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعرض معه العلاقات اللبنانية- القطرية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وبعد ان قدم الشيخ تميم التهنئة لرئيس الجمهورية بانتخابه، اكد استعداد بلاده مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، والمساعدة في دعم مشاريع حيوية كتطوير قطاع الكهرباء.
وفي ختام اللقاء، تبادل الرئيس عون والشيخ تميم الدعوات الرسمية لزيارة البلدين.
والتقى الرئيس عون ملك الاردن عبدالله الثاني في حضور اعضاء الوفدين اللبناني والأردني إلى القمة، وبحث معه في العلاقات بين البلدين والأوضاع العامة في المنطقة والوضع في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة.
كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تبلَّغ منه دعم السلطة الفلسطينية للاجراءات التي تتخذها الحكومة لتعزيز سيادة الدولة اللبنانية على كامل اراضيها وتطبيق القرار 1701.
وأكد الرئيس السيسي امام الرئيس عون ان بلاده على اتصال دائم مع الجهات الضامنة لوقف النار، لحمل اسرائيل على الانسحاب من كامل الاراضي اللبنانية، مخاطباً الرئيس عون بالقول: “إبنِ لبنان ونحن معك”.
مجلس وزراء الخميس (اليوم)
توازياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الخميس في القصر الجمهوري لبحث المواضيع المدرجة على جدول أعمالها وهي 25 بندًا، أبرزها ما يتعلق بموضوع موازنة 2025 التي أقرتها الحكومة السابقة ورفعتها إلى مجلس النواب الذي لم يناقشها، وأيضًا موضوع اعادة تعيين سفراء من خارج الملاك في السلك الخارجي في الوزارة مؤقتاً تعتبارا من 9 اذار الحالي ومشروع قانون لتمديد سن التقاعد للدبلوماسيين، إضافة إلى أمور تنظيمية منها رحلات سفر إلى الخارج.
رفع التجميد الأميركي عن 95 مليون للجيش
اعتبر مسؤولون اميركيون ان رئاسة عون تشكل فرصة تاريخية لتغيير الواقع في لبنان، نحو الافضل.
ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اسرائيليين ان الخارجية الاميركية رفعت التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية للبنان، وهي جزء من استراتيجية للتأكد من استمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل وهي تهدف الى اضعاف حزب الله، وتقليص نفوذه، مشيرين الى ان آلية مراقبة وقف اطلاق النار تعمل بشكل جيد، والجيش اللبناني دمر بنية تحتية لحزب الله وصادر مخازن ذخيرة تابعة له.
وقال هؤلاء ان هدف “الوجود الاسرائيلي تمكين الجيش اللبناني من تأمين استقرار الجنوب. وهو يهدف الى ضمان أن حزب الله لم يعد يشكل تهديداً لاسرائيل”.
والاغرب ما اعلنه اكسيوس عن هؤلاء المسؤولن ان هناك تفاهماً بين اسرائيل واميركا ولبنان على استمرار الوجود العسكري الاسرائيلي لأسابيع او اشهر.
بالمقابل، كشف قيادي في حزب الله ان الحزب ابلغ المعنيين عن رفضه النهائي لتسليم سلاحه ولكنه مستعد لبحث مستقبل هذا السلاح تحت بند الاستراتيجية الدفاعية، وحتى ذلك الحين لا يخفى على اي جهة ان العدو الاسرائيلي ما زال محتلا لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وزاد عليها اليوم خمس نقاط جديدة. وتابع القيادي: “حاليا نحن نقف خلف الدولة لنرى كيف ستحرر الارض بالسياسة والدبلوماسية ولكننا لن نسمح بان يبقى لبنان مستباحا ونحتفظ لانفسنا بالوقت المناسب للدفاع عن لبنان وايقاف العدو عن استباحة اجوائنا وارضنا والاعتداء علينا”.
ومما كشفه القيادي ان هناك جهات في لبنان من داخل الحكومة بدأت باجراء اتصالات وترتيبات مع جهات دولية لفرض نزع السلاح كشرط نهائي للبحث في مسألة تمويل اعادة الاعمار وتأمين الدعم اللازم للنهوض الاقتصادي وحتى في انسحاب العدو الاسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com