واكب موقع “جنوبية” الإخباري، مأساة المواطنين النازحين من الجنوب، بفعل الحرب المدمرة التي فُرضت عليهم، ربطاً بحرب غزة.
وكتب الموقع معاناة هؤلاء النازحين كما يلي:
“أسقفهم السماء التي تشرق شمسها وتغيب على جدران العراء، ينتظرون أن تبزغ شمس السلام والطمأنينة لتعيد الى وجوههم الحزينة لمحة أمل ونجاة، بعد أن سلبت الحرب من عيونهم بريق الحياة، وباتوا يعيشون كابوس الرعب والتشرّد… ووحدها “عين الله” ترعاهم.
يكتب النازحون الهاربون جراء القصف الإسرائيلي من الجنوب والضاحية الجنوبية الى بيروت، فصول معاناتهم بصمت يتفجّر على ملامحهم حيث يقيمون في الشوارع وعلى جوانب الطرق ويفترشون الأرصفة، في ظل اكتظاظ بأعداد تفوق قدرة استيعابها.
يتوزعون على كورنيش بيروت وأرصفتها التي امتلأت بكبار وصغار يتشاركون المأساة في ظل غياب مقومات الحياة، بعضهم نجح في الحصول على خيمة تحولت الى ملاذ، وآخرون لم يحالفهم الحظ بالاحتماء داخلها، فاختار ظل شجرة ليأخذ تحتها غفوة لبرهة، يهربون خلالها من قهر أجبرهم على ان يكون الشارع بيتهم بفعل نار حرب لم ترحم حتى الصغار.
بين ساحة الشهداء والكورنيش البحري، لوحة من ألم ترويها غصة الكبار الذي يحاولون المكابرة على آلام التشريد وفقدان البيوت، أمام صغار بملامح حزينة تعكسها وجوههم خلال النوم على أرض لم يختاروها أن تكون سريرهم، كما اللعب على مساحة جديدة، حيث يحاولون الهروب من واقع حرم براءتهم لحظة بهجة وأمان.
يتقاسمون لقمتهم مغمسة بالحسرة، إن حصلوا عليها، فالأولوية لصغار يفتقدون كما هم الى أبسط مقومات الحياة، تحاوطهم أكياس صغيرة باتت بديلاً عن خزائنهم، وبات مطبخهم مفتوحاً على الرصيف، أما المرحاض فبشكل “كرتونة” صمموها لتتناسب مع وضعهم الميؤوس، وبعضهم بلجأ الى تدخين النرجيلة الحاضرة، كما السجائر للتنفيخ على الهموم والواقع المرير للحظات، قبل أن يعودوا الى حقيقة مفادها، أن المئات باتوا موجودين داخل حرب بدون ضوابط أو حدود، وينشدون الأمان والخلاص من حرب حارقة، أجبروا عليها كما البلد، والجميع لا يعلم متى ستكون النهاية.