بقلم/ تهاني العصمي
رئيسة مؤسسة النور للخدمات الاجتماعية
تحدث علم النفس عن مجموعة من السيكولوجيات في حياتنا لكي يعلمنا كيفية التعامل مع الآخرين سواء في بيئاتنا الصغيرة، أي البيت، أو بيئتنا الكبيرة، أي المجتمع الذي نعيش فيه.
وتعلمنا أن البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان يؤثر فيه ويتأثر به، وبالتالي يشكّل شخصية الإنسان حتى يتوافق في تعامله مع البيئة المحيطة ومع مجتمعه.
أما عن سيكلوجية الطفل، وهي أحد اهتمامات علم النفس، وفرع هام فيه حيث تهتم بفهم تطور العقل والسلوك للأطفال.
فالطفل مخلوقٌ فريدٌ يمرُّ بعمليةٍ تطوريةٍ مستمرةٍ منذ ولادته وحتى سنواته المبكرة من عمره.
تشكل الخبرات والتفاعلات التي يواجهها الطفل خلال هذه المرحلة أساساً هاماً لتشكيل شخصيته وتطوره العاطفي والاجتماعي والذهني.
ففي بداية حياته، يكون الطفل مستقبلاً للتحفيزات الحسية والمشاعر الأساسية، فيتعلم تدريجياً التفاعل مع بيئته من خلال البكاء والابتسام واللمس والتجاوب العاطفي مع الآخرين.
فالعلاقات المبكرة بين الطفل والمحيطين به تلعب دوراً هاماً في تكوين الثقة والرابطة العاطفية بين الطفل ومُربيه.
مع مرور الوقت، يبدأ الطفل في تطوير مهارات اللغة والحركة والتفكير.
بالتالي يبدأ الطفل في تعلّم كيفية التفاعل مع العالم من حوله وفهم القواعد والتوقعات الاجتماعية.
كما تلعب الألعاب واللعب التخيلي خصوصاً، دوراً هاماً في تنمية خيال الطفل وقدرته على التعبير عن أفكاره ومشاعره، ويمكن أن تجعله إنساناً خلاقاً يبتكر من نسيج خياله الواسع ألعاباً تساعده على النمو الإدراكي.
تنمو سيكولوجية الطفل بشكل مستمر خلال فترة الطفولة المبكرة والمتوسطة.
يكتسب الطفل مهارات التفكير النقدي والاستقلالية والقدرة على التعبير عن الذات.
يتأثر الطفل أيضاً بالعوامل الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها، مما يؤثر على تكوين هويته ومعتقداته.
إدراكًا لسيكولوجية الطفل، يعتبر توفير بيئة داعمة ومحفزة للنمو والتطور أمرًا حيوياً.
بالتالي يجب على الأهل والمربين أن يكونوا حساسين لاحتياجات ومشاعر الطفل وأن يوفروا له فرصاً للاكتشاف والتعلم والتفاعل الاجتماعي.
كماأنه من المهم أيضاً توفير بيئة آمنة ومحبة تساعد الطفل على بناء ثقة بالنفس والآخرين.
فعالم الطفولة يتميز بخصائصه التي لا يمكن لغيرهم أن يفهمها كالمفردات والعادات والمعايير وطرق خاصة في اللعب، كما أنهم يعبرون عن أنفسهم بطرقهم الخاصة، وهذا يجعلنا نقول إن لهم ميزات ينفردون بها عن غيرهم وأسلوب حياة خاصاً بهم يتواصلون به مع البيئة المحيطة.
وبما أن ثقافة الطفل هي جزء من الثقافة العامة للمجتمع،فالطفل لا يمكنه أن يشكل ثقافة خاصة به خارجة عن إطار ثقافة مجتمعه، بل يشكل ثقافة متداخلة مع ثقافة مجتمعه.
في الختام، سيكولوجية الطفل تشمل مجموعة واسعة من العوامل التي تؤثر في تطوره ونموه.
فهم سيكولوجية الطفل يُساعدنا على تقديم الدعم اللازم وتوفير البيئة المناسبة لتعزيز تنميتهم الشاملة وبناء أسسهم النفسية والعاطفية والاجتماعية المستقبلية.