أكّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تنصُّل حكومة الاحتلال الإسرائيليّ من تنفيذ التزاماتها في اجتماعَي العقبة وشرم الشيخ الأمنيّيْن، وذلك خلال مباحثات قمة في العاصمة التركية أنقرة مع الرئيس رجب طيب إردوغان.
وأطلع عباس نظيره التركي على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على “شعبنا وممتلكاته ومقدساته الإسلامية والمسيحية، إضافة للتسارع الخطير في وتيرة الاستيطان، والاستيلاء على الأراضي، والانغلاق الحاصل في العملية السياسية جراء التعنت الإسرائيلي”. وقدم عباس الشكر لتركيا “على مواقفها الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة، إضافة إلى ما تقدمه تركيا من مساعدات ودعم لشعبنا”.
وقال عبّاس: “نواجه اليوم، حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، تسعى بكل قوتها لتدمير ما تبقى من أسس العملية السياسية، عبر ممارسات عنصرية واستعمارية مدروسة ومخطط لها، فضلاً عن تنصلها من تنفيذ التزاماتها جميعا وآخرها التزامات العقبة وشرم الشيخ”.
وأضاف: “نواصل العمل على تحقيق وحدة أرضنا وشعبنا، وقد دعونا الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل نهاية الشهر الجاري في القاهرة، من أجل استعادة الوحدة الوطنية، ووضع برنامج وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا”
بدوره، أكد أردوغان مواقف بلاده الداعمة للشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
كما بحث الرئيسان، خلال الاجتماع، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، واستمرار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين، في ما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عباس: “لا يمكننا القبول بالممارسات التي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي للأماكن المقدسة”.
وذكر أن “وحدة الفلسطينيين وتوافقهم أحد العناصر الأساسية في هذه المرحلة”.
وأضاف أن “إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وعلى أساس معايير الأمم المتحدة، شرط ضروري من أجل السلام، والاستقرار لمنطقتنا بأسرها”.
على الصعيد الميداني استشهد ثلاثة فلسطينيين صباح الثلاثاء برصاص الجيش الاسرائيلي في مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما نعتهم حركة حماس بصفتهم ينتمون لذراعها المسلحة.
وأعلنت الوزارة “استشهاد ثلاثة مواطنين برصاص الاحتلال في نابلس” بدون تحديد هوياتهم.
ولاحقا أعلنت وزارة الصحة أنها تبلغت من قبل الهيئة الفلسطينية العامة للشؤون المدنية المسؤولة عن التنسيق مع الجانب الإسرائيلي “باستشهاد نور الدين العارضة (32 عامًا) ومنتصر سلامة (33 عامًا) وسعد الخراز (43 عامًا)”.
وقالت حماس في بيان لها “ننعى شهداءنا القساميين الأبطال، وندعو للنفير لصد عدوان الاحتلال وحماية المسجد الأقصى
من جانبه، أكد جيش الاحتلال الاسرائيلي في بيان “شلّ حركة” ثلاثة فلسطينيين فتحوا النار على جنود في حي السامرية في نابلس بعد أن وصلوا بسيارة الى حي “شومريم” (السامرية). وقال إن أحدهم أطلق النار نحو جنود “كانوا يقومون بنشاطات دفاعية في المنطقة”.
وتابع البيان “قام الجنود بالاشتباك وشل حركة المخربين”، في عبارة تشير إلى مقتلهم، مشيرا إلى “مصادرة ثلاث بنادق من نوع M16 ومسدس وأمشاط ذخيرة وعتاد عسكري”.
من جهتها وصفت الرئاسة الفلسطينية استشهاد الثلاثة برصاص الاحتلال بأنه “جريمة حرب”.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة في بيان “إن اغتيال ثلاثة شبان برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي قرب بوابة جبل جرزيم في نابلس … جريمة حرب”.
وأكد أبو ردينة أن “استمرار عمليات القتل اليومية وغيرها من الجرائم الإسرائيلية لن يركع شعبنا ولن يجلب الأمن والاستقرار لأحد”.
من جانبها، نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهداء الثلاثة، وقالت إن “هذه الجريمة تفتح الطريق أمام المزيد من الاستعداد للتضحية والعمل الفدائي المقاوم”، وفقا لما جاء في بيان للحركة.
وكذلك أعربت حركة فتح عن استنكارها، وقالت إن “سياسة القتل ومحاولات ترهيب الفلسطينيين لن تجدي نفعا”، مضيفة أن حكومة الاحتلال لم تجد سوى الدم الفلسطيني وسيلة لحل أزمتها الداخلية، وفق تعبيرها.
من جهة أخرى أعلن الحراك الشبابي الشعبي في القدس عن ليلة غضب الأربعاء (أمس) في كل أنحاء القدس المحتلة، والاعتكاف والرباط في وجه اقتحام ما يسمى ب”ذكرى خراب الهيكل”.
ووجه رسالة للاحتلال، بأن محاولته استباحة القدس، “لن ترتد عليه إلا وبالاً وذلاً”؛ داعياً شباب المدينة المحتلة الأبطال إلى الاشتباك في كل الشوارع والميادين.