تتضاءل الآمال بالوصول إلى ناجين في قرى المغرب الأكثر تضررًا بسبب الزلزال المدمر الذي هز المغرب مساء الجمعة الموافق للثامن من أيلول، وأودى بحياة 2681 شخصًا حتى الآن، بينما بلغ عدد الجرحى 2501.
وتواجه فرق الإنقاذ والمجتمع المدني تحديا هائلا للوصول إلى القرى المنكوبة في إقليم الحوز للعثور على ناجين ومساعدة المتضررين وإيصال الإمدادات، بسبب الطبيعة القاسية لمنطقة الأطلس الكبير المتميز بعلو جباله ومسالكه الوعرة.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها سكان محليون على الإنترنت دمارا هائلا في إحدى القرى الأمازيغية إذ تبدو بعض الأبنية وقد سويت بالأرض. وظهر قرويون وهم يحاولون الحفر بأيديهم وبالمجاريف اليدوية أملا في العثور على أحياء تحت الأنقاض.
وبالرغم من تدخل الجيش الوطني المغربي لدعم فرق الإنقاذ لإيصال المساعدات للمناطق المنكوبة، إلا أن المروحيات التابعة للجيش لم تتمكن من الهبوط بسبب وعورة التضاريس.
وبالرغم من أن اللوم يقع بشكل كبير على تضاريس المناطق المتأثرة بالزلزال لصعوبة وصول المساعدات، إلا أن بعضهم يؤكدون أن الطبيعة العمرانية لتلك القرى لعبت دوراً مباشراً في وقوع الضحايا، فتلك القرى ليست مهيأة عمرانيا للصمود في ظروف كهذه لأن الأبنية بنيت وفق الطراز القديم وغير مقاومة للزلازل، والناس يبنون حسب إمكانياتهم، لذلك لم يستخدموا خرسانات مقاومة للزلزال. والمشكلة الأساسية أن طريقة البناء غير صحيحة. نوع الحديد والأعمدة لا يتطابق مع المواصفات المطلوبة لمقاومة الزلازل.
وبحسب الصور من القرى المنكوبة تبدو الأبنية قديمة ومبنية إما من الطين أو الحجر والتراب. أما تلك الحديثة فلم تتأثر بشكل كبير.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على شبكات التواصل المروحيات تلقي بالمساعدات فوق القرى المتضررة.
وقد يبدو الحديث عن إعادة الإعمار في غير مكانه الآن بينما يخوض المغاربة معركة مع الزمن لإنقاذ من لا زال على قيد الحياة من ضحاياهم. لكن أين يذهب الناجون الذين فقدوا كل شيء؟
ويتحدث شهود عيان عن الجرحى من تلك المناطق، وعددهم “كبير جداً” ولا يمكن إبقاؤهم جميعاً في المستوصفات المحلية، لذلك يضطرون للخروج لإدخال آخرين، لكن بعض هؤلاء لم يعد لديهم منزل يرجعون إليه بعد التعافي، وربما لم تعد هناك قرية.
ويرسم المراقبون صورة قاتمة لمستقبل سكان هذه القرى الجبلية، التي يؤكد أن بعضها لم يعد موجوداً.
والسؤال الآن: هل ما زال لهؤلاء الناس موطئ قدم في هذه الجبال، فيما كل شيء تغير في هذه المنطقة؟