قصف مستشفى في قطاع غزة يوقع مئات القتلى حداد وطني وإقفال للجامعات والمدارس تضامناً مع غزة و5 شهداء للمقاومة

فيما يشاهد العالم وضع الولايات المتحدة الأميركية يدها على ملف “أمن اسرائيل الوجودي” حرباً أو سلماً، يكاد لبنان، بعد فلسطين متروكاً أمام اسرائيل المدعومة من الغرب، بالقصف بأعتى أنواع الأسلحة والإكتفاء فلسطينياً بتحرير الأسرى الأجانب، ولبنانياً بالضغط على لبنان وحكومته التي في مرحلة تصريف الاعمال منذ أكثر من سنة وبضعة اشهر، والتهويل بالدمار والخراب، إذا فتحت الجبهة الجنوبية على نطاق واسع.
ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الاسرائيلية، فإن لوصول جون بايدن إلى المنطقة، هو جزء من استعراض للقوة يهدف إلى التوضيح لإيران وحزب الله أنه إذا أطلقوا صواريخ وقذائف على العمق الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستشارك في اعتراضها.

وسط هذا المناخ الضاغط، تستمر الحياة “عادية” في البلد، باستثناء ما يجري على طول الحدود اللبنانية، الإسرائيلية من قصف وردّ على القصف وسقوط ضحايا من الجانبين.
وافادت أوساط سياسية مطلعة أن سلسلة تحركات سياسية بدأت تشق طريقها في سياق التحذير من تجنيب لبنان الدخول في الحرب، ورأت أن النصائح الغربية التي اسديت إلى المسؤولين اللبنانيين تركزت على هذا المضمون.
قصف مستشفى المعمداني
توقّع مراقبون أن تمثل واقعة قصف طائرات الجيش الإسرائيلي لمُستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، في حي الزيتون بمدينة غزة، الثلاثاء، وسقوط مئات الضحايا، نقطة تحول في مسار الصراع الراهن بين إسرائيل وحركة حماس، والذي يتصاعد بشكل فادح من 11 يومًا.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن 500 قتيل سقطوا في الضربة الجوية الإسرائيلية على المستشفى، في حين أظهرت صور النيران تلتهم قاعات المستشفى وتناثر الزجاج وأشلاء الجثث في المنطقة.
وقال شهود عيان إن عدد القتلى قد يرتفع إلى 900 وربما إلى 1000.
وتحدثت مصادر في قطاع غزة عن أن طائرة إسرائيلية شنت غارة على ساحة المستشفى في وقت تواجد فيه مئات الفلسطينيين النازحين، والذين لجأوا إليه بحثًا عن مكان آمن.
أظهرت مقاطع فيديو، سيارات الإسعاف وهي تنقل الضحايا والمصابين إلى مجمع الشفاء الطبي، بالإضافة إلى اندلاع حريق جراء القصف.
يتبع المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويعد من أقدم المستشفيات في غزة.
أعلن الرئيس الفلسطين محمود عباس، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، على شهداء مستشفى المعمداني.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين في مستشفى يفترض أن له حصانة، يؤكد أن “الحكومة الإسرائيلية لا تراعي أيًا من المعايير الدولية والقوانين المعترف بها”.
اعتبرت مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.
وعلق رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، على قصف إسرائيل لمستشفى في غزة قائلًا: “الأخبار الواردة كارثية… إنه أمر فظيع وغير مقبول”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “قصف مستشفى فيه أطفال ونساء ومدنيون أبرياء، هو أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية، التي تفتقر إلى القيم الإنسانية الأساسية”.
إذا تم تأكيد أعداد الضحايا بالهجوم، فسيكون الهجوم الجوي الإسرائيلي الأكثر دموية في 5 حروب منذ عام 2008.
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هغاري إنه لا توجد حتى الآن تفاصيل عن الوفيات في المستشفى: “سنحصل على التفاصيل ونقوم بتحديث الجمهور. لا أستطيع أن أقول ما إذا كانت غارة جوية إسرائيلية”.
ردود فعل في لبنان
وفور وقوع الهجوم على المستشفى، صدر بيان عن المقاومة الاسلامية في لبنان” حزب الله” البيان مايلي: “تضامنا مع غزة الصمود، واستنكارا للمجازر الصهيونية الوحشية بحق أطفال الامة، وشجبا لتآمر الشيطان الأكبر أمريكا، و صمت العالم المتخاذل والمتفرج على إبادة شعب أبي، ونصرة للقدس وفلسطين على أيدي مجاهديها الابطال يدعوكم حزب الله للتجمع التضامني الكبير الذي يقام في حارة حريك- باحة الشورى، وذلك يوم الأربعاء (أمس) 18تشرين الاول، الساعة الثانية بعد الظهر”.
وأصدر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مذكرة برقم ٢٤/٢٠٢٣ تاريخ ١٧/١٠/٢٠٢٣ أعلن فيها “أن يوم الأربعاء الموافق فيه ١٨/١٠/٢٠٢٣ هو يوم حداد وطني على الشهداء والضحايا الذين يسقطون بنتيجة المجازر والاعتداءات التي يرتكبها العدو الإسرائيلي واخرها المجزرة التي استهدفت المدنيين العزل في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة وشكّلت وصمة عار في سجل الانسانية”.
وأكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، تعليقاً على المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في المستشفى المعمداني في قطاع غزة، أنّ “الإدانة للكيان الإسرائيلي على سفكه الدم الفلسطيني في المستشفى المعمداني في قطاع غزة وعلى النحو الذي حصل وحدها لا تكفي”.
وأضاف: “بعد قانا والمنصوري وقبلهما دير ياسين وصلحا وحولا وبحر البقر، هي… هي إسرائيل تصفع الإنسانية على وجهها بجريمة إبادة لا تصدق، مئات الشهداء وعداد القتل الإسرائيلي لا يتوقف، فهل يصحو ضمير العالم لكبح جماح آلة الابادة الإسرائيلية التي صدقوني لا تستهدف الشعب الفلسطيني إنما تستهدف البشرية والإنسانية على حد سواء؟”
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي إقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة، يوم أمس الأربعاء تضامناً مع غزة الصمود، واستنكاراً للمجازر الصهيونية.
وعمت أجواء الغضب مختلف المدن والقرى اللبنانية، وجابت التظاهرات المنددة بالمجزرة معظم شوارع العاصمة.
وتجمع المئات امام منزل السفير الفرنسي في قصر الصنوبر رافعين الاعلام الفلسطينية ومطلقين الهتافات المنددة بارتكابات اسرائيل وداعميها، الى جانب مسيرات غاضبة تلف معظم شوارع الطريق الجديدة وتجمعات في ساحة المفتي الشهيد حسن خالد وأمام مسجد الامام علي بن ابي طالب، وكذلك شهدت منطقتا عائشة بكار وكورنيش المزرعة مسيرات وتجمعات غضب. كما سجلت عمليات رشق بالحجارة على السفارة الفرنسية. وسارت حافلات من بيروت مكتظة بالمحتجين إلى مبنى السفارة الاميركية في عوكر.
وذكر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، أنّ “ما نشهده في غزة ليس حربًا، إذ حتى الحروب لها أصول ومواثيق، ما نشهده هو همجية ووحشية تفلّتت من كل المعايير”.
وتساءل، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “وفق أي شريعة قانونية، إنسانية، أخلاقية، دينية، تُقصف مستشفى تعجّ بالمرضى والمصابين والملتجئين اليها؟ وفق اي ضمير لا يزال المجتمع الدولي يعتبر هذه المجازر الوحشية “دفاعاً مشروعا عن النفس”؟ هي جرائم حرب موصوفة ترتكبها إسرائيل، جرائم ضد الإنسانية، ضد البشرية وضد كل الشرائع والأديان… ولا يجب ان تمر من دون محاسبة”.
وشدد عون على أنّ “مواقف الاستنكار والإدانة لم تعد كافية، المطلوب محكمة دولية تحاسب إجرام دولة ترتكب ابشع الفظائع وتضرب كل المواثيق وأولها اتفاقية جنيف”.
ودعت الفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية في لبنان الى اعتبار يوم الاربعاء أمس، يوم إضراب وغضب في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية، يعَبَر فيه عن الغضب من خلال تنظيم اللقاءات والاعتصامات والمسيرات الجماهيرية والشعبية الحاشدة.
واستنكرت الفصائل “العدوان الصهيوني الارهابي الهمجي البربري الاجرامي المدعوم أميركياً وغربياً، والمتواصل منذ احدى عشر يوماً على اهلنا في قطاع غزة ،والذي اوقع لغاية هذا اليوم اكثر من ثلاثة الاف شهيد واكثر من عشرة الاف جريح جلهم من الاطفال والنساء وكبار السن، وتدميره المئات من الابنية السكنية والمرافق الحيوية والخدماتية”.
كما دعت اللجان الشعبيه الفلسطينية في لبنان واتحاد موظفي الاونروا في لبنان للاضراب الشامل أمس الاربعاء في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وكافة المراكز العاملة بها وذلك “تضامنا واستنكارا لما يقوم به الكيان الصهيوني بحق اهلنا وشعبنا من قتل للاطفال والنساء والشيوخ، والتمادي بقصف المستشفيات ومحاوله للتهجير القصري لاهلنا في غزة”.
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، “بأشد العبارات جريمة الحرب البشعة التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى المدنيين الفلسطينيين في المستشفى الاهلي المعمداني في غزة بعد تعرضه للقصف الاسرائيلي”.
وذكرت أنّه “مرة جديدة تضرب إسرائيل بعرض الحائط القانون الدولي، وترتكب جريمة حرب ضد الانسانية لشعب محاصر تتم إبادته بصورة جماعية ومتعمدة”.
ودعت إلى “التدخل الفوري للمجتمع الدولي لوقف المجازر الاسرائيلية وإطلاق النار، بغية إدخال المساعدات الانسانية والطبية الى قطاع غزة، ومعالجة الجرحى والمصابين”.
بالمقابل، مرت سنوات أربع، من على ذكرى 17 ت1، حيث نزل الناس إلى الشوارع، واحتلت قضية غزة الاهتمام في الوقفة مساء في ساحة الشهداء، وإضاءة الشموع عن أرواح الشهداء، وشكل هؤلاء مجلس قيادة لـ “مجموعات 17 ت1” طالب نواب التغيير بالاستقالة فوراً أو طردهم من اي تجمع أو “إجتماع للثوار”.
الجلسة
وحضرت اجواء الوضع الجنوبي المتوتر في جلسة مجلس النواب  التي خصصت لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية، من خلال مطالبة عدد من نواب المعارضة لا سيما من حزب الكتائب بمناقشة تطورات الوضع في الجنوب، وإصدار توصيات بشأنها، الا ان الرئيس نبيه بري رفض واعلن جهوزيته لعقد جلسة خاصة بذلك ، كما اعلن الرئيس بري امام رؤساء اللجان أنه “امام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها؟”
فقد اعاد النواب انتخاب مطبخهم التشريعي، ففازت لجنة الأشغال ولجنة الخارجية بالتزكية. كما جدد مجلس النواب للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان بالتزكية من دون أي تغيير في أعضاء اللجنة. وجدد ايضا للجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة برئاسة النائب فريد البستاني بالتزكية، مع تغيير في أعضاء اللجنة حيث استقال النائب ميشال الضاهر من العضوية، وتم انتخاب النائب وضاح الصادق كعضو في اللجنة. كذلك تم اختيار النائبة حليمة قعقور لِعضوية لجنة التربية، بعد انسحاب النائب غسان سكاف، فيما فاز النائب جميل عبود بعضوية لجنة الأشغال العامة والنقل، كما فاز النائب حيدر ناصر بعضوية لجنة الشؤون الخارجية، وأيضاً تم التجديد للنائب ميشال موسى والنائب هاغوب بقرادونيان كمفوضين للهيئة العامة.
والبارز ان انسحاب بعض نواب المعارضة من الجلسة بعد رفض الرئيس بري مناقشة توصية عما يجري في الجنوب، ولكن بعض نواب المعارضة انسحبوا وبقي نواب “القوات اللبنانية” الذين شاركوا بانتخابات لجنة الإدارة والعدل.
سياسياً، أعلن النائب السابق وليد جنبلاط، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وعضو اللقاء النائب وائل أبو فاعور، “أن ميقاتي يعمل على تجنب لبنان الحرب، ونحن نعمل على النفس ذاته، معرباً عن أمله في الإفراج عن رئيس للجمهورية، وانتخابات لجان من دول مقاطعة، وستبقى إلى جانب رئيس الحكومة”.
فيدان لاطلاق الرهائن
دبلوماسياً، كشف وزير الخارجية التركي حقان فيدال أن بلاده بدأت العمل لإطلاق جميع الرهائن الأجانب.
والتقى فيدان نظيره عبدالله بو حبيب، ثم زار السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي.
وأشار فيدان إلى سعي تركيا مع اسرائيل لوقف النار وادخال المساعدات، وفي ما خص لبنان العمل لعدم “تمدد الحرب إلى لبنان، ودول أخرى”.
الوضع الميداني في الجنوب
وتطور الوضع الميداني على الارض فدارت اشتباكات بعد استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي، الذي ردّ باستهداف مواقع لحزب الله بين القطاعين الغربي والشرقي مما أدى إلى سقوط 5 شهداء لحزب الله، وضابط كبير للجيش الإسرائيلي وعدد من الجنود بين قتلى وجرحى.
واستهدفت المقاومة الإسلامية بالقصف أجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الأوسط، وقصفت اسرائيل بلدة مارون الراس.
وليلاً، أطلق الجيش الاسرائيلي صاروخين على خراج بلدة رامية، كما شنّ أكثر من غارة جوية.
في تل أبيب، ذكر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أنّ “الحرب بالجبهة الجنوبية بغزة ستكون طويلة الأمد وقوية ومستعدون لجبهة الشمال”، مدّعيًا أنّ “الدولة اللبنانية رهينة بيد حزب الله”، كما زعم “أننا سنعيد لبنان إلى العصر الحجري إذا هاجمنا حزب الله”.
وخلال مؤتمر صحفي من تل أبيب، أشار إلى أنّ “الهدف الأهم هو القضاء على حركة حماس وحلفائها مثل الجهاد الإسلامي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com