انسحاب ناشط من هيئة التعددية في جنوب أستراليا احجاجاً على موقف الحكومة من الأوضاع في غزة

ترك أحد أبرز المدافعين عن التعددية الثقافية منصبه في جنوب أستراليا، احتجاجًا على موقف حكومة الولاية من الحرب بين إسرائيل وغزة، والتي يقول إنها اتسمت بالتحيز ضد الفلسطينيين.
وكان السيد أحمد زريقة واحدًا من 15 عضوًا في مجلس إدارة لجنة التعددية الثقافية في الولاية، لكنه قال إنه استقال بعد أن بعث برسالة إلى رئيس الحكومة بيتر ماليناوسكاس.
وقال زريقة، وهو رئيس الجمعية الإسلامية في جنوب أستراليا، إنه حث رئيس الحكومة على إظهار نفس التضامن مع الفلسطينيين، كما أظهر تجاه الإسرائيليين في أعقاب الهجوم القاتل الأولي الذي شنته “حماس” قبل 10 أيام.
وقال زريقة: “كمجتمع مسلم، نريد أن نعرب عن تعاطفنا مع الجالية اليهودية هنا في أديلايد، وندين جميع أنواع قتل المدنيين”.
أضاف: “لكننا نرى حكومة الولاية – فهي تدعم مجتمعًا واحدًا فقط، على حساب المجتمع الآخر”.
وقال زريقة إنه يشعر بخيبة أمل خاصة لأنه على الرغم من أن حكومة جنوب أستراليا اختارت إضاءة معالم أديلايد باللونين الأزرق والأبيض لإسرائيل، إلا أنها لم تقم منذ ذلك الحين بلفتة مماثلة لدعم المجتمع الفلسطيني.
وقال: “لقد رأينا رئيس الحكومة وحكومة الولاية يقفان إلى جانب إسرائيل والمدنيين في إسرائيل”.
أضاف: “أنا أتفهم تماما موقفه بإضاءة العلم الإسرائيلي على معالم أديليد، لكنني لم أستطع أن أفهم لماذا لم يتمكن من إضاءة العلم الفلسطيني فقط لإظهار [التعاطف] مع ما يقرب من 1000 طفل قتلوا حتى الآن على يد الاحتلال الإسرائيلي”.
وأردف: “كل ما نحتاجه منه هو إدانة قتل المدنيين من الجانبين”.
وقال زريقة إن المجتمع الإسلامي المحلي لا يدعم بأي حال من الأحوال “حماس” أو أعمالها الأخيرة، وأنهم “لا يريدون قتل المدنيين”.
ورداً على الانتقادات، وصف رئيس حكومة جنوب أستراليا زريقة بأنه “رجل نبيل” وكان “مدافعاً فخوراً عن مجتمعه”.
وقال ماليناوسكاس: “لقد وقفت جنبًا إلى جنب مع أحمد ومجتمعه عدة مرات، خاصة عندما رأينا هجمات مروعة على المسلمين في أجزاء أخرى من العالم”.
أضاف: “لم يوافق (زريقة) على إضاءة المعالم في جميع أنحاء الولاية باللونين الأزرق والأبيض، ولكن هذا هو النهج الذي اتبعته كل عاصمة، على ما أعتقد، في جميع أنحاء البلاد بشكل متعمد لأنه يتعين علينا كحكومة أن نرسل رسالة واضحة للغاية رسالة مفادها أننا لا نتسامح مع أي أعمال إرهابية”.
وسار الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في قلب مدينة أديلايد وتجمعوا على درجات مبنى البرلمان في جنوب أستراليا يوم الأحد.
وقال ماليناوسكاس إنه على الرغم من وجود “أزمة إنسانية” تتكشف الآن في غزة، فإن الناس هناك “يعانون من عواقب هجوم حماس على إسرائيل”.
وقال: “ما بدأته حماس ضد إسرائيل كان هجوما إرهابيا غير مبرر”.
أضاف: “كحكومة، أردنا إظهار التضامن مع الشعب الإسرائيلي. لكنني أدرك تمامًا حقيقة أننا شهدنا، في الأيام الأخيرة، بعض المشاهد المأساوية جدًا تخرج من غزة أيضًا- تفيد التقارير أن هناك أزمة إنسانية حقيقية تجري حاليًا في غزة – فقد تم إسقاط ما يقارب 6000 قنبلة على غزة.
وقال: “إن المأساة الكبرى هنا هي أن الأبرياء يفقدون أرواحهم، سواء على الجانب الإسرائيلي أو الجانب الفلسطيني. وهذا أمر مفجع.”
وقال ماليناوسكاس إن حكومته وهو نفسه كانا “يؤيدان حل الدولتين لبعض الوقت”.
وقال “اعترافًا بحق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها، ما زلنا ندعو إلى التناسب في ما يتعلق برد إسرائيل، ونريد التقليل من الخسائر في أرواح المدنيين الأبرياء حيثما رأينا ذلك. إننا ندين أعمال العنف أينما نراها.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com