مجمع اللاهوتيين في روما وافق على تثبيت أعجوبة للبطريرك الدويهي في سبيل تطويبه

وافق مجمع اللاهوتيين في روما رسميا على ملف تثبيت أعجوبة المكرّم البطريرك اسطفان الدويهي.
وفي التفاصيل، انعقد المؤتمر اللاهوتي الخاص بالدارسة وبالتصويت لتثبيت اعجوبة المكرّم البطريرك اسطفان الدويهي في سبيل تطويبه، وتم تثبيت اعجوبة الشفاء والشفاعة.
كما تمّت الموافقة على “مسيرة” اعلان المكرّم البطريرك الدويهي “طوباويًا” جديداً على مذابح الكنيسة المارونية، بانتظار قرار قداسة البابا فرنسيس، وإعلان مرسوم التطويب وعيد المكرم اسطفان الدويهي، وتاريخ الإحتفال بالتطويب بعد مرور الملف على مجمع الكرادلة.
وقد زف الخبر الأب بولس القزي من الفاتيكان قائلاً بأن “يوم 19 تشرين الأول 2023 هو “يوم تاريخي”.
ولم تتوقف أجراس كنائس زغرتا واهدن وقرى بلدات القضاء عن القرع المتواصل ابتهاجاً بالحدث المنتظر وهو تثبيت المعجزة التي حصلت بشفاعة البطريرك المكرم اسطفان الدويهي، ولم تمنع رداءة الطقس العاصف ابناء اهدن من قرع اجراس كنيستي مار جرجس ومار بطرس.
وكانت الأبرشية البطريركية المارونية نيابة إهدن – زغرتا ومؤسسة البطريرك إسطفان الدويهي، اصدرتا بيانا زف فيه خبر قبول مُعجزة الشفاء من قِبَل لجنة الأطباء في مجمع القديسين في الفاتيكان، مما يعني أنّ المكرّم البطريرك اسطفان الدويهي أصبح على مسافة قريبة من إعلانه طوباويًا.
من جهتها، باركت بلدية زغرتا – اهدن لابناء اهدن وزغرتا الزاوية والشمال “الذي أعطى كوكبة من القديسين للبنان والكنيسة المارونية، تثبيت المعجزة التي حصلت بشفاعة البطريرك اسطفان الدويهي تمهيدا لإعلان تطويبه قريبًا”.
هذا ورفعت في مختلف كنائس المنطقة الصلوات وعلت الزغاريد في البيوت والمتاجر فور اعلان الخبر.
وغرد رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية عبر حسابه على “تويتر”: “أجراس القداسة والإيمان تُقرع من إهدن، عرين الموارنة، إلى لبنان وكل العالم”.
كما غرد النائب طوني فرنجية: “الف مبروك للبنان… مجمع القديسين في روما يعترف بمعجزة الشفاء التي تمت بشفاعة البطريرك اسطفان الدويهي”.
بدوره قال الوزير والنائب السابق اسطفان الدويهي في تغريدته: “مبارك للبنان وزغرتا تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، زغرتا ارض القداسة… لنصلِّ جميعاً بمناسبة هذا الحدث الكبير من اجل خلاص لبنان. و كلنا رجاء ان تستمر عجائبه لتعم لبنان والعالم”.
وكتب الأديب د. جميل الدويهي، واضع أول كتاب توثيقي بالانكليزية عن البطريرك، مع كريمته ربى: “البطريرك إسطفان الدويهي طوباويّاً… منارة الأقداس. هنيئاً لنا وللطائفة الدويهيّة، بعظيم من إهدن – زغرتا، أعطيَ له مجد لبنان”.
كذلك غرد رئيس “حركة الارض” طلال الدويهي معلناً فرحته بالحدث.
هذا وقد انتشرت صورة البطريرك الدويهي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول طالب دعاوى القديسين الأب بولس القزي، الموجود في الفاتيكان لمتابعة ملف دعوى تطويب البطريرك إسطفان الدويهي: “بموجب القوانين الكنسية المتبعة، بدأ ملف التطويب خط سيره الصحيح وهو يبدأ من شرعية الملف بحسب قوانين الكنسية الكاثوليكية، على أن يدرسه إثنان من المختصين وخمسة أطباء يطلق عليهم تسمية “مجمع الأطباء”، فإذا أعطى السبعة رأيهم إيجابا، ينتقل الملف الى مرحلة ثانية هي المرحلة اللاهوتية. وبعد اجتياز حاجز الأعضاء السبعة الذين لا نعرف من هم لأن تعيينهم يتم بطريقة سرية من المجمع، وهم يعطون رأيهم بأن الشفاء حصل بطريقة لا يعرفها إنسان وليس عن يد أطباء بل هو شفاء إلهي حصل بشفاعة البطريرك الدويهي، ينتقل الملف الذي يعرف باسم “الشفاء الخارق” الى الكرادلة أعضاء مجمع القديسين فيدرسونه ويطلعون على كل المراحل التي قطعها وشرعية الملف، ويتحققون من الشفاء الإلهي، فيقولون رأيهم في ما إذا كان رجل الله المكرم البطريرك الدويهي يستحق التطويب، ليرفعوا بعدها قرارهم الى قداسة البابا فرنسيس الذي يعود اليه القرار الأخير بالتطويب على أن يعلن موعدا لذلك”. ويتوقع أن يعلن البابا فرنسيس عن طوباوية الدويهي في شهر أيار المقبل، أو ربّما قبل ذلك، ليصبح البطريرك الدويهي مؤهلاً لترتفع صورته على المذابح، وتقام الكنائس على اسمه.وأكدت كل المعطيات الطبية والعلمية التي وضعت بتصرف المجمع حول أعجوبة الشفاء، أنها حصلت بشفاعة الدويهي مع سيدة وقف الطب عاجزاً عن شفائها من السرطان.
مَن هو البطريرك اسطفان الدويهي؟
ولد البطريرك اسطفان الدويهي في إهدن يوم عيد مار اسطفانوس، أول الشهداء في 2 آب 1630. في العام، 1633 توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات. اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة في العالم 1641، وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما، وكان له من العمر 11 سنة، ومعروف عنه أنّه فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه إنّه كان يدرس في النهار والليل وأثناء الفرص والنزهة. شَفَتْهُ العذراء مريـم وعاد إليه بصره.
في العام 1650، حاز على لقب ملفان أي دكتوراه بالفلسفة واللاهوت، وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.
في 3 نيسان 1655، عاد الى لبنان، ثم سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن في 25 آذار 1656، وكان له من العمر 26 سنة. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس وغيرها من الكتب النفيسة، وأسّس مدارس عدّة لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً، وساعده في تأسيس الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار وزار الأراضي المقدّسة وعند عودته، رشّحه أبناء إهدن للأسقفية. وفي 8 تموز 1668، رقّاه البطريرك السبعلي إلى الأسقفية وأرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670، انتخب بطريركاً على الموارنة، وكان له من العمر 40 سنة. وبسبب الاضطهاد وجور الحكام وظلمهم، هرب مراراً إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، وإلى مجدل المعوش في الشوف. وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القديسة مارينا.
فضائله:
تعلّق بالعذراء مريم، كما تعبّد للقربان الأقدس وواظب على الصلاة.
متواضع ومحبّ للفقراء. كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسه، ولم تؤثر فيه السلطة.
كتب تاريخ صلوات الكنيسة المارونية وحفظها، وكتب تاريخ لبنان، فسمّي “أبو التاريخ اللبناني”.
أسس الرهبانيات اللبنانية المارونية.
تحمّل الاضطهاد والإهانات حباً بالمسيح، كما سهر على الناس سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليهم التعاليم غير المستقيمة.
أهم مؤلفاته: منارة الأقداس والمنائر العشر، الشرطونية، شرح التكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرهباني، كتاب النوافير، كتاب التبريكات والصلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنازات، كتاب فك الأشعار السريانية، كتاب الألحان السريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التهم عن الموارنة ، مقالات عقائدية تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com