دار الأوبرا في سيدني: خمسون عاماً من العظمة

إنّ وصف دار الأوبرا في سيدني بالأيقونة ذائعة الصيت في أستراليا، أشبه بالقول إنّ نهر الأمازون عبارة عن جدول- هذا في نظر الأستراليين على الأقلّ.
وقد قدّرت شركة “ديلويت” المالية العالمية قيمة المبنى الثقافي الذي بلغ من العمر 50 عامًا في 20 تشرين الأول الماضي، بـ 11.4 مليار دولار.
وما هو مؤكد أنّ العقارات ذات الواجهة البحرية في سيدني تستحق الكثير من المال، لكن القيمة الحقيقية للمبنى الأيقونة، وفقًا لشركة “ديلويت”، يكمن في أنه أصبح رمزاً لأستراليا في جميع أنحاء العالم، فأصبح واحداً من تلك المباني العريقة، مثل برج “إيفل”، ومبنى “إمباير ستايت” في أميركا، التي يمكن التعرف إليها من خلال صورتها وحدها.
50 سنة على درا الأوبرا في سيدني
وكانت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية افتتحت دار الأوبرا في 20 تشرين الأول 1973، وتستقبل الآن أكثر من مليون زائر سنويًا.
وبدأ العمل في دار الأوبرا عام 1966، وهي من تصميم المعماري الدانماركي يورن أوتزون.
وفاز المهندس أوتزون بمسابقة تصميم دار الأوبرا عام 1957. وفاز لاحقًا بجائزة “بريتزكر”، التي تعتبر جائزة نوبل للهندسة المعمارية.
تاريخ غني
يُذكر أن دار الأوبرا في سيدني، ليست متخصصة بعروض الأوبرا، وقالت جايد ماكيلار، كبيرة مسؤولي الوكلاء في دار أوبرا سيدني: “أعتقد أن ثمة فكرة خاطئة كبيرة مفادها أننا نمثل الفنون الكلاسيكية”.
وتابعت: “نحن نقدّم الموسيقى المعاصرة أيضًا. ولدينا برنامج لقاءات كبير، شارك فيه متحدثون دوليون ومحليون على منابرنا. لدينا برامج للأطفال. في أي وقت يصل الزائر إلى دار الأوبرا، سيكون هناك حدث قد يثير اهتمامه.
وعندما أدرجت “اليونسكو” دار الأوبرا على قائمة التراث العالمي عام 2007، كان التقدير مفرحًا جدًا.
وكتبت اليونسكو في تصنيفها حينها: “إن دار الأوبرا في سيدني تشكل تحفة معمارية في القرن العشرين”.
وأشارت الوثيقة إلى أنّ “التصميم والبناء لا مثيل لهما”، ووصفت دار الأوبرا بأنها “تجربة جريئة وذات رؤية”.
الخمسون سنة التالية
كل هذه التقديرات قد تُشعر الزائر بالرهبة. لكن ماكيلار تقول إن دار الأوبرا أمضت سنوات تسعى لفتح عروضها أمام أكبر عدد ممكن من الجمهور.
وهذا يعني وضع برامج دار الأوبرا على الإنترنت كي يشاهدها المزيد من الناس، على سبيل المثال. لكنه يعني أيضاً توفير جولات في دار الأوبرا بلغات عديدة، من الإسبانية إلى الكورية، من أجل تقديم خدمة أفضل للجمهور الدولي، ويعني وجود موظفين وبرامج مخصصة لتسليط الضوء على مجتمعات الشعوب الأصلية.
وقبل وجود سيدني أو دار الأوبرا، كان سكان غاديغال الأصليون يطلقون على قطعة الأرض هذه اسم Tubowgule. وقد استوحى مطعم Bennelong الفاخر في دار الأوبرا اسمه من كلمة Gadigal لمنطقة ميناء سيدني، وقد صنعت الفنانة ميغان كوب من السكان الأصليين عملاً فنيًا خاصًا بالموقع عنونته “Whispers”، من الأعمدة وأصداف المحار، في مناسبة الاحتفالات بالذكرى الخمسين.
في نهاية المطاف، تقول ماكيلار، إن الهدف من دار الأوبرا أن تكون “دارًا للشعب”، حيث يتم الترحيب فيها بجميع الأستراليين.
ووفقًا لبيانات دار الأوبرا، فإن 42% من الأشخاص الذين اشتروا تذكرة لحضور حدث أو برنامج في عام 2022 كانوا يزورونه لأول مرة. واستهلك المشاهدون 790 ألف ساعة من محتوى دار الأوبرا على موقع يوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com