بدأت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، زيارة إلى الشرق الأوسط بالتعهد بمضاعفة التمويل الإنساني لقطاع غزة، بينما قالت إنها “تشعر بقلق بالغ” إزاء تدهور الأوضاع في القطاع.
وبعد محادثات في الأردن يوم الثلاثاء، أعلنت وونغ عن تمويل جديد بقيمة 21.5 مليون دولار “موجّه إلى السكان المتأثرين بالصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولمعالجة أزمة اللاجئين الإقليمية المستمرة، مع التركيز على النساء والأطفال”.
وتعني الحزمة أن أستراليا تعهدت الآن بحوالي 46 مليون دولار كمساعدات إنسانية منذ تشرين الأول.
وقالت الحكومة الأسترالية إن المبلغ الإضافي البالغ 21.5 مليون دولار من التمويل الإنساني يشمل 4 ملايين دولار للصليب الأحمر والهلال الأحمر لتقديم الخدمات والإمدادات العاجلة والطارئة. كما تضمنت مبلغ 6 ملايين دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) “لتقديم المساعدة العاجلة المنقذة للحياة بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الطارئة”.
وقالت الحكومة إن المبلغ المتبقي البالغ 11.5 مليون دولار سيخصص لدعم برامج اللاجئين في لبنان والأردن وسط تزايد عدم الاستقرار الإقليمي.
وقالت وونغ إن الحكومة الأسترالية تعمل مع شركاء دوليين “لضمان وصول الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى التي تشتد الحاجة إليها إلى من هم في أمس الحاجة إليها”.
أضافت: “أستراليا تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة”.
وقالت: “تواصل أستراليا الدعوة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى السكان المتضررين، ومزيد من فترات التوقف الإنساني لتمكين توصيل المساعدات على نطاق واسع، والممر الآمن للمدنيين وإطلاق سراح الرهائن”.
جاءت هذه التصريحات بعد اجتماع وونغ يوم الثلاثاء مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي دق ناقوس الخطر بشكل متزايد بشأن تأثير القصف الإسرائيلي على غزة.
وقبل يوم واحد من الاجتماع مع وونغ، قال الصفدي إن الحرب “لن تجلب الأمن لإسرائيل” وأنها “تهدد أمن المنطقة بأكملها”.
كما أعرب الأردن عن دعمه لقرار جنوب أفريقيا رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية تزعم فيها أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية. ورفضت الحكومة الأسترالية إبداء موقف بشأن مزاعم الإبادة الجماعية.
وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي يوم الاثنين إن الدعاوى القضائية، مثل الإجراء الذي اتخذته محكمة العدل الدولية، لن تحقق السلام بين إسرائيل وفلسطين، وإن حكومته تركز على “اللعبة الرئيسية” المتمثلة في “الحل السياسي”.
ووصفت الحكومة الإسرائيلية هذه دعوى جنوب أفريقيا بأنها “استغلال حقير ومهين” لمحكمة العدل الدولية، وحثت المحكمة على رفضها.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الصفدي يوم الثلاثاء، قالت وونغ إن أستراليا تحترم “الدور الحاسم” الذي لعبته محكمة العدل الدولية في دعم النظام القائم على القواعد. لكنها قالت إن هذا لا يعني أن أستراليا قبلت قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
ورفضت وونغ التكهن بما إذا كانت أستراليا ستتخذ موقفا أكثر صرامة تجاه إسرائيل إذا أصدرت محكمة العدل الدولية إجراءات ملزمة في الأسابيع المقبلة.
أضافت: “من الواضح أن الناس لديهم وجهات نظر مختلفة حول هذه القضية… ومع ذلك، فإننا نحترم محكمة العدل الدولية واستقلالها، ولأستراليا موقف طويل الأمد من دعم واحترام القانون الدولي.