خسارة فادحة للجيش الإسرائيلي في غزة: 21 قتيلاً في كمين المغازي حزب الله يلحق أضراراً بقاعدة ميرون وواشنطن تقلّل من أهمية مشاركته

احتدم الوضع العسكري في الجنوب، في اليوم التاسع بعد المئة للحرب الاسرائيلية على غزة، وبالتزامن مع قتلى الجيش الاسرائيلي الـ 21 بالمغازي، ضربت المقاومة في الجنوب قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق بعشرات الصواريخ، وارفقتها بصواريخ اخرى على المستوطنات مما ادى الى خسائر معلنة، ومنها انقطاع التيار الكهربائي.
ومع النشاطات المعادية والاستهدافات اليومية، اغارت الطائرات الإسرائيلية على منطقة “حميلي” بين رومين وحومين الفوقا وصربا، وادت الى تدمير منزل مهجور، والامر نفسه حدث في خراج الجميجمة، حيث استهدف الطيران المعادي منزلاً مهجوراً ودمره.

في هذا الوقت، واصل وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو اجتماعاته مع اعضاء مجلس الحرب الاسرائيلي، والتقى بني غانتس الذي قال بعد اللقاء، نقترب من مرحلة سيطلب منا فيها التحرك على نطاق واسع في عمق الاراضي اللبنانية.
واعترف الجيش الاسرائيلي باستهداف قاعدة ميرون الجوية، وان اضراراً لحقت بالبنية التحتية للقاعدة، لكن “انظمة الكشف التابعة للقوات الجوية والعسكريين انفسهم لم يتضرروا بسبب القصف”. (حسب البيان الاسرائيلي). لكن الوزير الفرنسي التقى مع ما ذهب اليه البيت الابيض ان لا احد في بيروت او غيرها يريد الحرب.
فقد قال البيت الابيض: “لم نرَ حزب الله حتى الآن ينضم فعلياً لمساعدة حركة “حماس” بما يمكن القول انه توسيع للمعركة”.
من الاستحقاق الى الموازنة
في الشأن المحلي، طغت حركة السفير السعودي وليد بخاري على ما عداها، في ما خص المقاربة الجديدة، الخاصة بضرورة انهاء الفراغ في الرئاسة الاولى، والذي كانت له محطة بارزة في عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري.
وأكدت مصادر مطلعة أن حركة اتصالات ولقاءات انطلقت للتمهيد لعودة النقاش في الملف الرئاسي ومعرفة الإمكانيات المتاحة لمنح فرصة لأي مبادرة حوله.
‎وقالت هذه المصادر إن ما يجري في هذا المجال هو مجرد تشاور لفتح قنوات التواصل من جديد، في حين تترك التفاصيل لوقت لاحق لا سيما بعد اجتماع اللجنة الخماسية وزيارة الموفدين المعنيين به، لافتة إلى أنه من المبكر الحديث عن تسوية وشيكة إذ أنه لا بد من الاتفاق على الخطوط الأساسية لهذه لتسوية ومضمونها، معتبرة أن كل ما يتصل بمعطيات الاستحقاق الرئاسي مؤجل إلى بداية الشهر المقبل.
‎إلى ذلك تردد أن موعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت ليس نهائيا بعد مع العلم انه مرتقب في الأيام الأولى من الشهر المقبل.
ويستعد الرئيس بري، اليوم لمبارزة، غير متوقعة في تفاصيلها مع بدء جلسات مناقشة موازنة العام 2024، التي سيتوفر لها النصاب النيابي العددي، والنصاب الميثاقي مع اعلان وزير المال يوسف خليل انه لن يشارك في المناقشات، لسبب صحي ناجم عن عملية جراحية، طالباً من الرئيس ميقاتي تكليف من يرتئيه لينوب عن خليل في القاء كلمته، حسب بيان وزير المال.
ولجهة المشاركة في الجلسة، ربط تكتل لبنان القوي، بعد اجتماعه الثلاثاء، مشاركته في الجلسة وفي التصويت على الموازنة وموادِها بمجريات الجلسة حيث سيكون لرئيس التكتل كلمة في الجلسة يحدّد فيها موقف التكتل السياسي العام ممّا يحصل في فترة الفراغ الرئاسي ومن الجلسة بالذات.
وبعد اجتماع برئاسة النائب تيمور جنبلاط، اعلنت كتلة “اللقاء الديمقراطي” المشاركة في جلسات الموازنة، على ان يكون لها موقف من الموازنة داخل الجلسة.
وقررت كتلة تحالف التغيير المشاركة في جلسات المناقشة لكن مع عدم التصويت لإقرار الموازنة وذلك لمخالفتها الدستور بعدم وجود قطع حساب، ولا تلحظ توحيدا لسعر الصرف، وليس فيها اي رؤية استراتيجية إنقاذية اصلاحية.
وتربط الاوساط المالية والمصرفية مصير ترتيبات ما بعد اللقاء بين حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وجمعية المصارف، بما ستؤول اليه مناقشات الموازنة، لا سيما لجهة توحيد سعر الصرف، والانتهاء من تعدّد اسعار صرف الدولار، وكذلك الموقف من القرار الذي يتجه منصوري لاصداره، والمتعلق باعطاء 150 دولارا لكل مودع، معدلاً بذلك التعميم رقم 151، والقرار الذي كان مقرراً اليوم تأجل الى ما بعد جلسات الموازنة، لكنه سيصدر.
دبلوماسياً، لم تتسرب اي معلومات عن فحوى ما جرى بالفعل بين السفيرين السعودي بخاري والايراني اماني مجتبي، غير ان مجرد اللقاء يوضع في الخانة الايجابية، التي ستتواصل مع اللقاءات التي يجريها الرئيس نبيه بري في عين التينة مع سفراء الدول الممثلة في “اللجنة الخماسية” الخاصة بلبنان والتي ينتظر ان تعقد اجتماعاً لها في غضون ايام قليلة يرجح ان يكون في المملكة العربية السعودية في دلالة واضحة على ان المملكة بدأت تتعاطى مع الملف الرئاسي اللبناني بالمباشر.
واعلن سفير مصر في لبنان علاء موسى ان اللقاء مع الرئيس بري هو للتأكيد ان الموقف في الخماسية واحد وموحد.
وكان تأجل اللقاء الخماسي الذي كان مقرر عقده الثلاثاء إلى وقت لاحق، وتردد ان السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون لم ترتب مواعيدها للمشاركة في الاجتماع.
من جانبه، يجري السفير الفرنسي في لبنان ماغرو اتصالات مع رؤساء الكتل النيابية ربما في اطار التحضير للقاءات الموفد جان اي لودريان الى بيروت، وهو يعتزم زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وكان ماغرو التقى الثلاثاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي كرر رفضه ان يقرر حزب الله عن اللبنانيين مصير البلد، سواء في الحرب او الرئاسة، كما التقى ماغرو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي طالب بعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس.
وواصل الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط استدارته باتجاه الانفتاح على اطراف المحور، فتناول طعام العشاء السبت الماضي، بحسب قناة الجديد، في السفارة الايرانية في بيروت، وجرى التطرق الى حرب غزة والجنوب وكيفية انهاء الشغور الرئاسي في لبنان.
مطالبة باسترداد مذكرة صبوح سليمان
استدعت مذكرة القاضي التمييزي صبوح سلمان بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية بحق وزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس والتي كان اصدرها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في 16 ايلول 2021، تحركاً لاهالي الضحايا امام قصر العدل احتجاجاً على قرار صبوح.
وتقدّم وكلاء الدّفاع عن أهالي الضحايا بطلب أمام محكمة التمييز لرد المحامي التمييزي القاضي صبوح سليمان لإصداره قراراً بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس في ملف المرفأ، معتبرين أنّ هذه الصلاحية تعود إلى المحقق العدلي طارق البيطار في هذا الملف.
تصعيد ميداني
ميدانياً، صعَّد الجيش الاسرائيلي من تعدياته، في قرى وبلدات القطاعين الغربي والاوسط، فأغار الطيران الحربي على منزل في بلدة مجدل سلم ما ادى الى تدميره وارتقاء شهيد وعدد من الجرحى، بالإضافة الى الاضرار الجسيمة بالممتلكات وشبكتي الكهرباء والمياه في البلدة. وقصفت مدفعيته الثقيلة أطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب وشيحين، بالإضافة الى جبل اللبونة ومحيط بلدة الناقورة.
بدورها، اطلقت قوات “اليونيفيل” من مراكزها صفارات الانذار اكثر من مرة خلال تعرض المنطقة للقصف الاسرائيلي.
واللافت ان الجيش الاسرائيلي وسع الرقعة الجغرافية لاعتداءاته، لتتجاوز جنوب نهر الليطاني، مستهدفًا قرى وبلدات جنوبية لم تشهد سابقا اعتداءات منذ بداية الحرب.
من جهة أخرى، تشهد مراكز استقبال النازحين في صور اكتظاظاً، وبخاصة ان مباني المدارس الرسمية ما زال قسم منها مخصصا للتعليم.
واستهدفت المقاومة الاسلامية اسناداً لمقاومة الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، تجمعاً لجنود الاحتلال في تلة كوبرا بالاسلحة الصاروخية وحققت اصابات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي صفارات الإنذار في مناطق عدة في الجليل الأعلى. واشارت الى انقطاع التيار الكهربائي في مستوطنات عدة في الجليل الأعلى بسبب الاستهداف الصاروخي.
وليلاً استهدف الطيران المعادي منزلاً في بلدة شبعا، لكن اقتصر الامر على الاضرار ولم يصب احد بأذى.
تأتي المناوشات جنوباً بالتوازي مع احتدام المعارك في وسط قطاع غزة، حيث تحاول القوات الإسرائيلية التقدم والسيطرة على خان يونس.
وأقر جيش الاحتلال، صباح اليوم الثلاثاء، بمقتل 21 ضابطا وجنديا في كمين نصبته المقاومة شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ووصف العملية بأنها الأصعب منذ بداية الاجتياح البري للقطاع في 27 تشرين الأول الماضي.
من جهة أخرى، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 25 ألفا و490 والمصابين إلى 63 ألفا و354 جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وقالت كتائب القسام إنها نفذت ما وصفتها بالعملية المركبة شرق مخيم المغازي، وذكرت أنها استهدفت منزلا شرق مخيم المغازي تحصنت فيه قوة إسرائيلية ما أدى لانفجار الذخائر التي كانت بحوزتها.
وأضافت أنها فجّرت حقل ألغام في قوة إسرائيلية أخرى كانت في نفس المكان، ما أدى إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
بدوره، أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تحقيقا ميدانيا أوليا إثر مقتل الضباط والجنود في المغازي، وأظهر التحقيق الأولي أن مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين أطلقت قذائف “آر بي جي” على مبنيين يقعان شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة بعدما قامت قوة إسرائيلية بتفخيخهما بالمواد المتفجرة. وحسب التحقيق، فقد انهار المبنيان المستهدفان -وبداخلهما الضباط والجنود الإسرائيليون- جراء المتفجرات التي زرعتها القوة.
كما أطلق المقاتلون الفلسطينيون قذيفة على دبابة إسرائيلية محاذية للمبنيين، ما أدى إلى مقتل جنديين داخلها.
وأشار التحقيق إلى أن المقاتلين ظهروا فجأة من بين الحقول واقتربوا لمسافة عشرات الأمتار، وقد تمكنوا من الفرار بعد إطلاق القذائف.
من جانبهم، عبر مسؤولون إسرائيليون عن ألمهم إثر الإعلان عن مقتل 24 ضابطا وجنديا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 21 منهم لقوا حتفهم في عملية القسام بمخيم المغازي.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس، في بيان مشترك، عن حزنهم قائلين إنهم “يحنون رؤوسهم لمن سقطوا بغزة”، وإنهم لن يتوقفوا عن السعي لتحقيق الانتصار. كما قال غالانت إن إسرائيل تعرضت لضربة قوية مع مقتل 24 عسكريا، 3 منهم في معارك جنوب القطاع، مضيفا أنهم يتابعون حزب الله، الذي يواصل استفزاز إسرائيل بالشمال، وفق تعبيره.
واحتدمت المعارك في خان يونس جنوبي قطاع غزة مع إعلان الجيش الإسرائيلي بدء هجوم لمحاصرة مخيم المدينة بمشاركة 4 كتائب من لواء غيفعاتي والكوماندوز والمظليين والكتيبة السابعة. كما واصلت قوات الجيش الإسرائيلي محاولاتها للتقدم في مناطق غرب مدينة خان يونس، إذ يتواصل القصف في محيط مستشفى الأمل ومقر الهلال الأحمر غرب المدينة ومستشفى ناصر وسط خان يونس.
من جانب آخر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأن إسرائيل قدمت مقترحا لحركة (حماس) بشأن إبرام صفقة جديدة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة مقابل وقف مؤقت للحرب على القطاع، وسط تفاؤل إسرائيلي حذر.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن تل أبيب انتهت من صياغة مبادئ صفقة مكونة من 3 إلى 4 مراحل، تتضمن تغيير انتشار الجيش في قطاع غزة والانسحاب من بعض المناطق دون إنهاء الحرب.
ونقل موقع أكسيوس الأميركي -عن مسؤولين إسرائيليين اثنين- أن المقترح الذي قدمته تل أبيب لحماس من خلال الوسطاء القطريين والمصريين يتضمن وقفاً للحرب لمدة شهرين يتم خلالها إطلاق جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بيد أن المقاومة كانت اشترطت مرارا وقف العدوان بالكامل قبل الحديث عن صفقة تبادل.

في سياق متصل، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل مبعوثا إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات بشأن المحتجزين وهدنة جديدة في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com