سجَّل التحدي العسكري والأمني في الجنوب بين اسرائيل وحزب الله تطورات نوعية، تجاوزت بعض الخطوط الحمر، لكنها لم تقترب بعد من حافة الانهيار الواسع على كل الجبهات، فيما اذا اقدمت “دولة الاحتلال” على قصف بيروت، او تحميل حزب الله ثمناً باهظاً، بتعبير رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي الذي باغتته صواريخ المقاومة في احدى قواعد الجيش الاسرائيلي التي كان يتفقدها في المنطقة الشمالية (الجليل الغربي) ويتحدث الى جنوده حول احتمالات الموقف في الشمال او عند الحدود مع لبنان.
وقصفت المقاومة الاسلامية بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر الفرقة 146 في منطقة جعتون في الشمال، حيث كان رئيس الأركان يتحدث إلى الجنود.
وتوعد هاليفي خلال جولته التفقدية لجنوده المنتشرين عند الحدود مع لبنان ان حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً جداً.
وظهر في المواجهات المستجدة بروز معادلة جديدة، فمقابل البيسارية في قضاء صيدا – الزهراني قصفت المقاومة الاسلامية مستعمرة جعتون الواقعة في عمق عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية – الفلسطينية، على قاعدة “توسِّعون القصف، ونحن نوسِّع الردّ”.
وجددت الخارجية الاميركية التأكيد ان “واشنطن لا تريد من الطرفين على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية اي تصعيد”.
وذكرت الخارجية الاميركية ان “اسرائيل ابلغتنا انها لا تريد التصعيد مع لبنان، وانها تريد حلّ النزاع دبلوماسياً”.
وعلى الجبهة الحكومية، كان مقرراً أن يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال جلسة عند الرابعة من بعد ظهر أمس الأربعاء في السراي الكبير للبحث في مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها من زاوية اطلاع الوزراء عليها.
ويأتي في حسم الموعد بعدما تمكن المفاوض الحكومي من اقناع العسكريين المتقاعدين بفتح الطريق الى مجلس الوزراء، فصدر عن “رابطة قدماء القوى المسلحة” اعلان الموافقة على الصيغة المقترحة من قبل الحكومة اللبنانية، من دون ان ننسى الاشارة الى وقوفها الى جانب موظفي الادارة العامة في لبنان.
وقالت مصادر سياسية مطلعة إنه في حين تلقى الوزراء مشروع جدول أعمال من دون تحديد الموعد، بدت لافتة خطوة الأمين العام لمجلس الوزراء في إرسال جدول أعمال مجلس الوزراء أمس الأربعاء ببند وحيد يتصل بمشروع إعادة هيكلة المصارف الذي لم يبحث سابقًا، ورأت أن الرئيس ميقاتي يريد إنهاء هذا الملف.
وأفادت المعلومات بأن هناك توجهًا لدى ميقاتي بإحالة المشروع إلى مجلس النواب بعد مناقشته وإبداء الملاحظات بشأنه، وهذا أمر حذرت وتحذر منه جهات معارضة المشروع، ومن هنا وجود رغبة في الاستعجال لمناقشة الموضوع في المجلس وإحالته إلى البرلمان.
وفي ما يأتي جدول بالزيادات والتقديمات التي سيتم نقاشها واقرارها في جلسة مجلس الوزراء:
اولاً: بالنسبة للعسكريين:
أ- في الخدمة الفعلية: يصبح اساس الراتب:
– ضابط عام: 690 دولاراً، ضابط قائد: 479دولاراً، ضابط عون: 385دولاراً، رتيب: 277دولاراً، فرد: 257دولاراً.
ب- العسكريون المتقاعدون:
– ضابط: ثلاثة معاشات، رتيب او افراد: اربعة معاشات بحد ادنى 8 ملايين ليرة.
ثانياً: بالنسبة للاداريين:
– راتبان + بدل نقل يومي 450 الف ليرة، بدل سعر صفائح بنزين شهرية: 20 صفيحة للفئة الاولى، 18 صفيحة للفئة الثانية، 16 صفيحة للفئة الثالثة، 14 صفيحة للفئة الرابعة، 12 صفيحة للفئة الخامسة.
ثالثاً: بالنسبة للمعلمين:
– راتبان + بدل نقل يومي 450 الف ليرة، حوافز 300دولار شهرياً.
رابعاً: بالنسبة للمتقاعدين المدنيين:
– ثلاثة معاشات فقط (وقد تنخفض الى معاشين) دون حد ادنى للزيادة (8 مليون) كما للعسكريين.
وازاء الارقام غير العادلة التي ستعطى للموظفين والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين، تداعى المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام الى النزول الى الشارع بدءاً من الثالثة بعد ظهر أمس للدفاع عن حق المتقاعدين بحياة كريمة.
مبادرة نواب الإعتدال
وفي اطار الحركة الجارية لشرح المبادرة الرئاسية وحشد التأييد لها، زار وفد من تكتل الاعتدال الوطني نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، واستمع الشيخ الخطيب من الوفد الى تفاصيل المبادرة التي طرحها التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية.
واوضح النائب احمد الخير الذي تحدث باسم الوفد الذي ضم اليه من النواب: وليد البعريني، واحمد رستم، والنائب السابق هادي حبيش، ان المبادرة ترتكز على نقطتين: الاولى تأمين مساحة مشتركة ما بين اللبنانيين من خلال لقائهم تحت قبة البرلمان، والنقطة الثانية هي فتح المجلس مما يؤدي الى ذهاب كل النواب لممارسة واجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية.
ولم يحدد حزب الله بعد موعداً للاجتماع مع تكتل الاعتدال الوطني، ولم يستبعد مصدر نيابي ان يتجدد التواصل بين كتلة الاعتدال ورئيس الكتلة النائب محمد رعد الاسبوع المقبل.
وبعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قال النائب وليد البعريني: “الرئيس بري لن يخلّ بوعده لنا ولم نتحرك الا بعد ان عرضنا الفكرة امامه التي عرضها بدوره على اللجنة الخماسية.
ووصف الراعي المبادرة “بالحلوة” وهنأ تكتل الاعتدال عليها.
اليونيفيل»: لحلّ دبلوماسي
وحول التصعيد في الجنوب، قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اننا “شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار”. وأضاف: “أودى هذا النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص وألحق أضراراً جسيمة بالمنازل والبنية التحتية العامة. كما عرّض سبل العيش للخطر وغيّر حياة عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات”.
وتابع: “في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر”.
على الارض، قصف حزب الله مرتين الثلاثاء قاعدة “ميرون الجوية” على جبل الجرمق. ورد الجيش الاسرائيلي باستهداف موقع عسكري وبنية تحتية تابعة لـ”حزب الله”. وأيضا طال القصف المدفعي الإسرائيلي، محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص، وسقطت قذيفة قرب المدخل الغربي لبلدة الوزاني. وشنت إسرائيل غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور.
في المقابل، استهدف “حزب الله” موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة. واستهدف حزب الله “التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا بالأسلحة المناسبة”. واستهدف “جنودا اسرائيليين على تلة الطيحات بالأسلحة المناسبة”.
ونشر الاعلام الحربي للمقاومة الاسلامية – حزب الله، مساء يوم الثلاثاء، مقطع فيديو يُظهر مشاهد من عملية إستهداف المقاومة الإسلامية مقر قيادة الفرقة 210 في قاعدة نفح التابعة للجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتلة.
تهديد هاليفي
من جانبه هدد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي “بأن جميع القوات المنتشرة هنا تقوم برصد حزب الله ومهاجمته. ولا يتم انتظار أي شيء، بل نقول الآتي: لقد قرر حزب الله مساء السابع من تشرين الأول الماضي الانضمام، ما يعني وجوب جعله يدفع الثمن غالياً جداً بالمقابل”.
وأردف: “من البديهي تماماً أنه يتعيّن علينا بدايةً أخذ حزب الله مأخذ الجد، أي إنشاء عائق قوي هنا وتكثيف الجمع الاستخباري. إن القوات المتواجدة هنا لديها قوة كبيرة، حيث يجب أن تكون وحدة الاستعداد والحراسة المحلية قوية ويجب السعي للتأكد من توافر الأمن ووجود منطقة آمنة داخل منازل المدنيين وفي تجمعاتهم السكنية”.
وتابع: “نرجو أن نُوصل إليكم الرسالة التالية: أعتقد بأننا نقوم بالخطوات الصحيحة، بدليل أن عناصر حزب الله لم تعُد متواجدة بمحاذاة الجدار، بل إنها لم تعُد على مقربة من الحدود، فيما عاد الناس إلى هنا. وأعتقد بأنه إذا انتهجنا النهج السليم، فإنهم سيعودون إلى هنا بفضل استتباب الأمن أولاً. وسوف تجد الدولة كيفية بذل المساعي اللازمة من أجل إعادة الناس إلى هنا لينعموا بالأمن وجودة الحياة”.
غزّة
في غزة، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها فجرت عبوة ناسفة في قوة إسرائيلية تضم 15 جنديا تحصنوا داخل منزل في عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأكدت أنها أوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح.
وأضافت كتائب القسام في بيان منفصل أنها دمرت دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بقذيفة “الياسين 105” في منطقة عبسان الكبيرة.
وأكدت القسام أن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوة إسرائيلية مكونة من 4 جنود بقذيفة مضادة للأفراد، ومن ثم الإجهاز عليهم من مسافة صفر في منطقة عبسان الكبيرة.
بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها قنصوا أحد جنود الاحتلال في محور التقدم شرقي خان يونس.
في المقابل، دكت مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف المناطق الشرقية لخان يونس. وأعلن الجيش الإسرائيلي، استمرار حملته العسكرية في حي الزيتون شرق مدينة غزة، إضافة إلى توغلاته في مدينة خان يونس.
وقال في بيان: “كجزء من نشاط الفرقة 162 في حي الزيتون في شمال قطاع غزة، يستمر جنود مجموعة القتال التابعة للواء 401 في القتال في المنطقة”، مشيرا إلى استعانة القوات البرية بالطائرات لـ”ملاحقة المسلحين الفلسطينيين”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، في وقت سابق إصابة ضابط و4 جنود بجروح خطيرة في معارك شمال وجنوب قطاع غزة، دون توضيح ملابسات تلك المعارك
في الأثناء، احتضنت العاصمة القطرية الدوحة، جولة جديدة من المباحثات حول التهدئة في غزة بعد التوصل لتفاهمات في باريس، وذلك بمشاركة وفد إسرائيلي وآخر من حماس، إضافة إلى الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة. ويتناول اجتماع الدوحة قائمة أسماء المحتجزين الإسرائيليين، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وشروط وقف إطلاق النار، وعودة محدودة للمدنيين إلى شمال قطاع غزة.
وقال مصدر إن مسؤولين إسرائيليين توجهوا إلى قطر، حيث يوجد المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) للعمل على بنود اتفاق هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن في خطوة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تقول واشنطن إنه صار قريبا في الوقت الذي تؤكد حكومة الحرب الإسرائيلية ببقاء خيار اقتحام رفح على الطاولة.
وقال المصدر إن وفد العمل الإسرائيلي، المكون من مسؤولين في الجيش وجهاز المخابرات (الموساد)، مكلف بإنشاء مركز عمليات لدعم المفاوضات. وستشمل مهمته إجراء التدقيق المتعلق بالفلسطينيين الذين ترغب حماس في الإفراج عنهم في إطار اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
وفي السياق نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين أن المفاوضين الإسرائيليين أشاروا إلى أن إسرائيل قد تطلق سراح أسرى فلسطينيين بارزين. وقالت الصحيفة إن إطلاق سجناء فلسطينيين ذوي أحكام عالية سيتم مقابل إطلاق محتجزين إسرائيليين في غزة.
في الدوحة أفاد الديوان الأميري القطري بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحث مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، التطورات في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن الشيخ تميم أكد خلال لقائه هنية في مكتبه بقصر لوسيل، دعم قطر “للشعب الفلسطيني وقضيته وأهمية وحدة الصف الفلسطيني، لنيل حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جهته قال هنية إن وقف حرب التجويع يحظى بأعلى درجات الاهتمام، وإنه يجب ألا يتم ربطه بأي قضايا أخرى.
وأكد أنهم لن يسمحوا للعدو باستخدام المفاوضات غطاء لجريمته.
وأضاف إن “العدو الصهيوني يماطل، وهو ما لن تقبله الحركة بأي حال ولن يكون الوقت مفتوحا أمامه”.
في غضون ذلك أعلنت الرئاسة الفرنسية أن أمير قطر سيزور باريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس إيمانويل ماكرون.
وستكون الزيارة أول زيارة دولة له إلى فرنسا منذ تنصيبه أميرًا في 2013.