تقدمت الضغوط الاميركية والدولية والاقليمية من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، ما يفتح الباب امام هدنة انسانية، ترتكز على تبادل الاسرى والمحتجزين وادخال المساعدات الغذائية والطبية للاهالي الصامدين في القطاع، وسط الدمار الهائل.
واتجهت الانظار الى اجتماعات القاهرة، التي لم تنضم اليها اسرائيل بعد، في حين ان الاتصالات الاميركية – القطرية شددت على ضرورة التقدم بخطوة عملية نحو وقف النار، وفي وقت قريب.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن موضوع التهدئة على جبهة الجنوب والذي كان في صلب مناقشات الوسيط الأميركي آموس هوكشتين في بيروت لم يحدد موعده، وإن التوقعات الرسمية بأنطلاقة البحث عن العمل على هذه التهدئة قريباً قد تصطدم بما يحصل في الميدان، ورأت أن الأيام الفاصلة عن طرح الموفد الأميركي قد تشهد تطورات متسارعة ودراماتيكية في الجنوب والوقائع التي سجلت مؤخراً قد تجر معها هذه التطورات.
واعتبرت أنه في كل الأحوال اتصالات المسؤولين الرسميين مع هوكشتين تتواصل في إطار المتابعة لإرساء حل ديبلوماسي.
ولم يكن الرئيس نجيب ميقاتي بعيداً عن التفاؤل بمجرى مساعي الهدنة في غزة.
واشار الى ان “تفاهم رمضان” سيكون في غزة والمعلومات تقول ان وقف اطلاق النار هناك سيحصل قبل رمضان.
آلية تطبيق القرار 1701 وكشف ميقاتي ان عنوان ما حمله هوكشتيان الآلية لوضع القرار 1701 موضع التنفيذ، انطلاقاً من تفاهم نيسان، مشيراً الى ان المفاوضات تبدأ في لبنان خلال شهر رمضان.
وطالب باستعادة الاراضي اللبنانية من القرى السبع الى مزارع شبعا.
وأكد ان الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو استقرار طويل الامد، وطروحات الوسيط الاميركي هوكشتاين قيد النقاش.
واكد: “عندما نصل الى وقف الانتهاكات واستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة، فنحن نكون ملزمين بالقرار 1701، وبتعهد بتطبيقه كاملاً عبر وجود الجيش اللبناني في الجنوب، مؤكداً ان مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية”.
وشدد على السعي الى تعزيز الجيش وتقويته، ليقوم بواجبه كاملاً في الجنوب و”لدينا ثقة بذلك في ظل وجود هذه القيادة، وان ما من ضابط او عسكري تخلف عن الالتحاق بموقعه في الجنوب”، مشيراً الى ان فرنسا سند لبنان، ونوايا باريس طيبة تجاهنا”، واشار الى ان حزب الله يتمالك نفسه، ولم يقدم على الرد الذي يفتح جبهات كبيرة لانه حريص على الوصول الي استقرار في جبهة لبنان، موضحاً ان لوزير الخارجية كل الاحترام، “وعادة ما ادعوه للاجتماع مع هوكشتاين، وكان من المفترض ان يزوره، لكن هذا لم يحصل، وفوجئت بالامر”.
وعن الوضع الداخلي، قال إن انتخاب رئيس للجمهورية ضروري للبنان، ويجب على الجميع العمل للحفاظ على الوطن وابقاء الدولة.
وقال: “مستعد للمحاكمة”، وانه لا يمكن فصل السلطة والمسؤولية والصلاحيات عن بعض، داعياً لمحاكمة من يتقاعس عن القيام بدوره، في اشارة الى النائب جبران باسيل، ورداً على سؤال قال: “أكن الاحترام لوزير الدفاع، وهو رجل عسكري، ولديه مناقبية كبيرة، لكنني لن ألاحقه لانه مسيَّر من الآخرين”.
وحول رواتب الموظفين، اكد ميقاتي انها ستدفع قبل نهاية هذا الاسبوع، مشيراً الى اننا سنقدم خلال الاشهر المقبلة مشروع قانون لسلسلة رتب ورواتب جديدة مع رزمة اصلاحية ضرورية يجب الاخذ بها، مشيراً الى اننا نقوم شهرياً بجمع 25 ألف مليار ليرة لبنانية، والمالية العامة «مرتاحة» ونحن محكومون بسقف الانفاق المحدّد في الموازنة.
قاسم: فرنجية قادر على جمع اللبنانيين
وفي الشأن السياسي، كشف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد سيزور الرابية، ويلتقي الرئيس ميشال عون.
واستدرك: “وصلنا مع التيار الى مكان اختلفنا فيه على امور عدة، ومع الاختلافات لم يعد هناك امكانية للقول «ما في شيء ونحن سنستمر بقناعتنا وهم ايضاً، والتفاهم عملياً كان معلقاً”.
وكشف: “لم نقدم جواباً نهائياً لكتلة الاعتدال الوطني، وستدرس العرض الذي قدموه”.
واكد ان لا احد بقادر ان يفرض على احد امراً على الآخرين، وبالعكس، رافضاً ان يكون الحزب مسؤولاً عن التعطيل، متسائلاً: “هل المطلوب ان ننتخب رئيساً معادياً للمقاومة؟” موضحاً ان “النائب السابق سليمان فرنجية قادر على جمع اللبنانيين اذا انتخب رئيسا للجمهورية والدستور يضمن الميثاقية، وفرنجية لديه قابلية بأن ينفتح على العالم، معتبراً ان مشكلة المبادرة الفرنسية داخلية قبل ان تكون خارجية”، موضحاً “لن نذهب الى مرشح آخر”.
وحول ما يحصل في غزة قال قاسم: “سمعنا في هذه الحرب كلاماً لم نسمعه من قبل. الحزب كان حكيماً ونحن لا نربط الحرب بانتخابات الرئاسة.”
وقال: “تحملنا كل العبء حتى لا يتحمله البلد”.
واشار: “لم نجر لبنان الى الحرب بل هناك عدو اسرائيلي خطر، وفي اي ساعة يمكن ان يشن حرباً على لبنان”، موضحاً: “في تجربتنا السابقة في سوريا اوقفنا داعش، بدفاع استباقي، وهذا ما نقوم به اليوم ضد اسرائيل”.
وقال: “نحن غير معنيين برسائل يرسلها هوكشتاين”، مذكراً بالموقف الواضح: “ما دامت الحرب مفتوحة علىغزة، فجبهة الجنوب مستمرة، وأن لا امكانية لاتفاقيات والمعركة “قايمة قاعدة””، رافضاً ان تفرض اسرائيل شروطها، “فاذا لم تقبل اسرائيل هدنة بالجنوب، فنحن نستمر بالرد”.
وقال قاسم: “لسنا اقرب الى الحرب الشاملة في لبنان، لكننا مستعدون لها فيما لو حصلت غداً وبنسبة 90٪،” واعتبر ما قامت به المقاومة في الجنوب مصلحة لبنان ومراعاة للداخل، ومصلحة لمساندة غزة.
وستكون هناك كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاربعاء 13 آذار الجاري في ثالث ليال شهر رمضان المبارك.
مبادرة الاعتدال
على صعيد آخر، يفترض أن يصدر بيان عن تكتل الاعتدال الوطني بشأن المسعى الذي تقوم به في الملف الرئاسي، فأما تعطى إشارة عن استكمال المسعى أو قد تتم الإشارة إلى أنها تواجه عقبات وفي كل الأحوال لا بد من أن يتحدث نوابها عن نتائج حراكهم ولقاءاتهم مع الكتل النيابية والقيادات في لبنان.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن حزب الله انه استهدف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة بالاسلحة المناسبة، واصابها اصابة مباشرة.
وواصل الاحتلال الاسرائيلي قصف القرى الحدودية الآمنة.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن استهداف مسيرة آتية من الجولان السوري.
كما اغارت الطائرات المعادية على خراج بلدة عيتا الشعب وبلدة كفرا.
وأغار الطيران الغسرائيلي على مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في بلدة جبال البطم في قضاء صور.
غزّة
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع تصاعد عدد الشهداء والجرحى والمفقودين جراء الحرب الإسرائيلية الوحشية، في وقت تتضارب فيه الأنباء حول مستقبل محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، إذ تقول وكالة رويترز إن المحادثات “انهارت” دون تحقيق نتائج إيجابية، بينما تنفي إسرائيل ذلك قائلة إنها “مستمرة”.
في الأثناء قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن “من الخطير جداً” عدم التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، بحلول رمضان مشيرا إلى أن “وقف إطلاق النار الآن بيد حركة حماس”
وأضاف للصحافيين: “لا أعذار” لإسرائيل في “مواصلتها تعطيل وصول المساعدات إلى غزة”.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ملتزمة ببذل قصارى جهدها لإيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة مضيفا على منصة “إكس”: “لن نقف مكتوفي الأيدي. ولن نتوقف”.
وقال البيت الأبيض في وقت لاحق: “ندرس خيارات عسكرية وتجارية لنقل المساعدات إلى غزة بحراً”.
وكان الجيش الأميركي قال الثلاثاء إن الولايات المتحدة والأردن نفذتا إسقاطاً جوياً جديداً للمساعدات الإنسانية إلى غزة، لتسليم أكثر من 36 ألفاً و800 وجبة للفلسطينيين.
من جهته قال قيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن مفاوضين من الحركة سيبقون في القاهرة ليوم آخر لإجراء المزيد من المحادثات بناء على طلب الوسطاء، لتستمر محادثات وقف إطلاق النار بعد مرور يومين دون انفراجة.
وعُلقت آمال على أن تكون محادثات القاهرة المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدتها 40 يوما يتم خلالها إطلاق سراح عشرات الرهائن وضخ المساعدات إلى غزة قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية”، عن مصدر مصري رفيع قوله، إن مباحثات القاهرة للتوصل إلى هدنة في غزة، مستمرة وجولة جديدة ستعقد الأربعاء (أمس).
وفي وقت سابق قال باسم نعيم القيادي الكبير في حماس لرويترز إن الحركة قدمت مقترحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء خلال يومين من المحادثات وتنتظر الآن ردا من الإسرائيليين الذين غابوا عن هذه الجولة.
وأضاف نعيم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يريد اتفاقا والكرة في ملعب الأمريكان” للضغط عليه من أجل التوصل إلى اتفاق.
وردا على سؤال بشأن تصريحات نعيم بأن إسرائيل تعرقل الاتفاق، قال مسؤول إسرائيلي كبير: “هذا الادعاء غير صحيح. إسرائيل تبذل كل جهد للتوصل إلى اتفاق. وننتظر ردا من حماس”.
وقال مصدر لرويترز في وقت سابق إن إسرائيل قاطعت المحادثات لأن حماس رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وأوضح نعيم أن هذا يستحيل بدون وقف إطلاق النار أولًا بالنظر إلى أن الرهائن موزعون في أنحاء منطقة الحرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة.
وقالت مصادر أمنية مصرية الاثنين إنها كانت لا تزال على اتصال مع الإسرائيليين بما يسمح بمضي المفاوضات دون مشاركة وفد إسرائيلي.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية – نقلاً عن مصادر إسرائيلية ومصرية – إن مباحثات القاهرة بشأن الصفقة بين إسرائيل وحركة حماس “مستمرة ولم تنفجر”، مضيفة أن إسرائيل ما زالت تنتظر رد حركة حماس بشأن المطالب الإسرائيلية.
وفي مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال بلينكن “لدينا فرصة للوصول إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة ويجب أن نصل إليه لزيادة وصول المساعدات الإنسانية”.
من جانبه قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن: “نود أن يتم تحرير كل الرهائن في قطاع غزة وإيصال المساعدات للمدنيين”، مضيفاً أن “الوضع الحالي غير مسبوق والفوضى تعم كل مكان في غزة والبحر الأحمر وسوريا”.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في قطاع غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء جراء الحرب على قطاع غزة إلى 30,631 شهيدا فيما أُصيب 72,043 منذ السابع من تشرين الأول.
وأضافت: “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، والاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم”.
ومنذ صباح الثلاثاء، كثف طيران ومدفعية الاحتلال غاراته على مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة مخلفا عشرات الشهداء والجرحى، في حين يحتدم القتال بين المقاومة الفلسطينية والقوات المتوغلة في حي الزيتون بمدينة غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع.
وفي الضفة الغربية أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على شاب فلسطيني قرب مستوطنة يتسهار جنوب نابلس.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن جنديا إسرائيليا أصيب جراء عملية طعن قرب مستوطنة يتسهار وحالته خطيرة، في حين تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تقارير أولية تشير إلى محاولة الشاب تنفيذ عملية طعن قرب المستوطنة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الشاب الفلسطيني تمت “تصفيته”، مما يعني أن الشاب قد استشهد برصاص قوات الاحتلال.
عجز إسرائيلي
في سياق متصل، حذّرت مصادر عسكرية من “عجز” الجيش الإسرائيلي على المناورة السريعة والمكثفة في قطاع غزة وتعرُّض الجنود لهجمات مباغتة أو بالعبوات الناسفة، حسبما نقل عنهم موقع “والا” الإسرائيلي.
وأشارت المصادر، أن “هناك تحذيراً في المؤسسة الأمنية من وضع لا يستطيع فيه الجيش الإسرائيلي القيام بمناورة سريعة ومكثفة، والقيام أيضاً بمهام عملياتية، مثل تحديد مواقع منازل (عناصر مقاتلي الفصائل الفلسطينية) والأنظمة تحت الأرض، والمسح والتدمير، ونتيجة لذلك تستطيع الفصائل الفلسطينية الاقتراب من القوات وضربها بواسطة النيران المضادة أو العبوات الناسفة”.
وانتقدت المصادر العسكرية الإسرائيلية، عدم اتخاذ قرارات حاسمة، وقالت: “في الوقت الحالي، يضيع الجيش الإسرائيلي وقته في قطاع غزة”، لافتة إلى وجود “خلافات” بين قادة الجيش وأعضاء مجلس الحرب وأعضاء هيئة الأركان العامة بشأن اجتياح مدينة رفح.
وقال ضابط كبير في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي: “لا نريد توسيع
المناورة إلى رفح أو المعسكرات المركزية بشكل يتزامن مع اتفاق لإطلاق سراح المختطفين، ما يفرض توقفاً للهجوم ومنع زخم عملياتي حاسم لهزيمة حماس وتسليم كبار المسؤولين”.
غانتس في واشنطن
على صعيد آخر وفي مؤشر على التوتر بين واشنطن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية، استضافت نائبة الرئيس كامالا هاريس بيني غانتس والذي انضم إلى حكومة الحرب الإسرائيلية بزعامة نتنياهو في إطار اتفاق وحدة وطنية في بداية الحرب.
وجدد غانتس التزام إسرائيل بتحقيق هدفها المتمثل في إزالة حركة حماس، وإيجاد طريقة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.
وأكد غانتس، في بيان صادر عن مكتبه، أهمية استكمال جميع الأهداف العسكرية للعملية في غزة “بطريقة تتيح الاستقرار والازدهار للمنطقة بأكملها”، وجاء في البيان أن غانتس دعا أيضاً إلى إنشاء آلية دولية لإدارة عملية المساعدة، والتي قال إنها يمكن أن تعزز جهود التطبيع مع دول المنطقة.