حمل السكاكين

حسناً فعل الزعماء السياسيون والدينيون الذين دعوا إلى الهدوء، بعد حادث الطعن في كنيسة “يسوع الراعي الصالح” في واكلي قرب فيرفيلد، الذي استهدف المطران مار ماري إيمانويل، وما تبع ذلك من أعمال شغب. وكان قراراً حكيماً أيضاً من رئيس حكومة الولاية كريس مينس الذي أعلن عن أن الحكومة تدرس قوانين أكثر صرامة للحد من حمل السكاكين بعد حادثتي طعن خطيرتين في عدة أيام، كانت الأولى في مركز تجاري في بواندي، أسفرت عن سبعة قتلى. والثانية في واكلي وأسفرت عن أربعة جرحى.
الحادثتان المشؤومتان “خضّتا” البلد، وألقتا بظلالهما على مؤسسات إنفاد القانون، وعلى الدوائر الحكومية في كانبرا وسيدني على حد سواء. وإذا كانت حادثة بونداي قد ارتكبها رجل يعاني من مرض، فإن الثانية أقدم عليها شاب مراهق، بتأثير ديني، وعلى الرغم من أن الحادثة الأولى كانت أكثر دموية، فإن الحادثة التالية أخذت كثيراً من الاهتمام، وجرى التركيز عليها في وسائل الإعلام، وفي الدوائر الأمنية على أنها “إرهابية”، ومنطلقة من أيديولوجية دينية. لذلك سارعت المؤسسات الـديـنـيـة إلى شجبها واستنكارهَا، خصوصاً أنها استهدفت قائداً روحياً رفيعاً، هو المطران مار ماري إيمانويل. وجمع رئيس حكومة نيو ساوث ويلز، كريس مينس، قادة روحيين في اجتماع طارئ مساء يوم الاثنين، لوضع بيان يدين العنف ويدعو إلى الهدوء.
وكشف أئمة مسجد لاكمبا غرب سيدني عن أنهم تلقوا تهديدات بإلقاء قنابل حارقة على المسجد مساء الاثنين.
وقال مينس: “إنه وضع قابل للاشتعال”، كاشفاً عن أن المراهق الذي ارتكب هجوم واكلي كان قد ضُبط في محطة قطار في تشرين الثاني من العام الماضي، وفي حوزته سكينً، وأن القاضي وضعه على ضمان حسن السلوك. كما كشف عن أن المراهق ذاته كانت معه سكين في المدرسة عام 2020.
وعلى الرغم من أن حوادث قتل وإصابات نجمت عن استخدام السكاكين، خلال السنوات الماضية، فإن مينس لم يوضح ما إذا كانت هناك خطط معينة لوضع حد لحمل السكاكين، لكنه قال إنه منفتح على الإصلاحات.
وقال: “لست مستعدًا لاستبعاد أي شيء في الوقت الحالي… من الواضح أنه عندما يُقتل الناس ويكون لديك موقف يتم فيه استخدام السكين، فسيكون من غير المسؤولية عدم النظر فيه”.
ونرجو أن يترافق كلام مينس مع خطة طارئة لا لبس فيها، للحد من حمل السكاكين. فلو أن الشرطة، في هذه اللحظة، أوقفت عشرة أشخاص في الشارع وفتشتهم، لوجدت مع ثلاثة منهم على الأقل سكاكين يحملونها. فلماذا لا تكون هناك قوانين صارمة تشبه القوانين الخاصة بحمل السلاح؟ فالسكين سلاح أيضاً، ويمكن لحاملها أن يقتل عدة أشخاص كما حدث في بونداي، أما التهويل بالفرقة والانقسام، فلا مكان له في مجتمعاتنا الواعية، ومن السخف أن ننزل إلى هذا الدرك، بسبب تصرفات أقدم عليها شاب مراهق، لا يمثّلنا جميعاً.
ج.د

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com