الجنوب يقترب من المجهول وواشنطن تعمل لوقف التصعيد برّي يتفق والخماسية على الحوار ووزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت

مئتا يوم من الحرب المدمّرة والهيستيرية تلعب فيها اسرائيل دورها كأكبر دولة معتدية في الشرق الاوسط، كأخطر الكيانات على الاستقرار والسلم والأمن الدوليين. وما تزال المقاومة الفلسطينية في غزة تواجه وتقصف المستوطنات وتستهدف جنود الاحتلال، في وقت ما تزال فيه جبهة الجنوب تواجه، وتقصف المقاومة مواقع وتجمعات الجنود، وآخرها، وللمرة الأولى، تستهدف الصواريخ شمال عكا، مستهدفة مقر قيادة لواء غولاني، (المكلف بالحرب في الشمال) ومقر وحدة ايغوز في ثكنة “شراعا.
وكررت وزارة الخارجية الأميركية أنها “تستمر في إجراء محادثات مباشرة مع شركائنا في اسرائيل، والشركاء الإقليميين الآخرين لتجنب أي نوع من التصعيد الخطير في شأن العمليات بين حزب الله واسرائيل.”
وترددت معلومات عن زيارة خاطفة محتملة لآموس هوكشتاين الوسيط الاميركي، إلى المنطقة، والتي قد تشمل لبنان لوقت قصير، إذا ما حصلت الزيارة، وحددت له المواعيد المطلوبة.
ونفت مصادر ديبلوماسية، تبلغ المسؤولين معلومات عن زيارة مرتقبة، للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان ايف لودريان، كما تم تداوله، في بعض وسائل الإعلام ،وكذلك الامر بالنسبة لزيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، الى لبنان.
وقالت المصادر ان ما تم تداوله لا يعدو كونه استنتاجات وتوقعات وليس معلومات مؤكدة.
وشددت على ان عودة اي من المبعوثين، الاميركي او الفرنسي، تتطلب تلقي المسؤولين اللبنانيين، أجوبة ايجابية عن مجمل الأسئلة التي طرحها على حزب الله بخصوص وضع الحزب وموضوع سلاحه ومستقبله جنوبا، وهذا لم يحصل بعد.
ويصل السبت في 7 الجاري إلى بيروت وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، في إطار الدور الفرنسي في ما خصّ القرار 1701 وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
رئاسياً، نقل سفراء الخماسية الذين زاروا الثلاثاء عين التينة، وهم السفراء: وليد البخاري (المملكة العربية السعودية) علاء موسى (مصر) الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني (قطر) هيرفيه ماغرو (فرنسا) آماندا بيلز (القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة).الرئيس نبيه بري فأبلغوه أن مسألة الدعوة إلى جلسات حوار تسبق جلسات الإنتخاب باتت مسألة مفروغ منها.
وقالت مصادر سياسية متابعة للملف الرئاسي إن اقتراح الخيار الثالث من أجل كسر الجمود الرئاسي ما يزال غير ناضج، ورأت أن البحث به لم تكتمل عناصره بعد ، وهذا لا يعني أنه سحب من التداول.
وبرز تأكيد لرئيس مجلس النواب نبيه بري حول وضع إطار زمني للإستحقاق الرئاسي، لكن ذلك لا يعني أن هناك جلسة انتخاب قريبة. وفهم من مصادر السفراء أن الأجواء اتسمت بالايجابية وأن أسئلة بعض السفراء تركزت على آلية الدعوة للحوار ومسارها، وكيفية عقدها، وما يلي ذلك.
وحسب المعلومات المتوافرة، فإن السفراء سيتواصلون مرة جديدة مع الكتل، لشرح ما سمعوه من الرئيس بري، وإقناع الجهات المترددة بالتجاوب مع جلسات الحوار قبل الانتخاب.
وذكرت بعض المصادر أن “الخماسية” ألمحت أمام الرئيس بري إلى ضرورة الالتفات إلى الخيار الثالث، إذا كان المطلوب التوصل فعلاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب.
وفي سياق الحراك النيابي، التقى وفد من كتلة الاعتدال الوطني رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي كشف أنه أبلغ الوفد أن خياره رئيس إصلاحي وسيادي ووطني، وإذا تعذر، فإن التنافس الديمقراطي، من خلال التصويت، هو خيار يتقدم على الفراغ.
وكرر باسيل مطالبته بالتوقيع على ورقة مكتوبة تتعلق بالتزام المشاركين في الحوار، وتتضمن 1 – السعي إلى التوافق – 2 – عدم مقاطعة جلسات الانتخاب – 3 – الإلتزام بالتصويت المتفق عليه في الاسبوع الذي يلي
البيسري للتواصل مع دمشق حول السجناء
وفي إطار معركة وضع النازحين السوريين، لا سيما السجناء منهم، كلّف الاجتماع الوزاري الأمني الذي عقد في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بالتواصل مع السلطات السورية، لتسلم السجناء المحكومين، في حال تمّ الإفراج عنهم، في إطار سياسة الحد من الإكتظاظ في السجون اللبنانية.
وحسب المعلومات، فإن فكرة تكليف البيسري التواصل مع السلطات السورية، أتت على خلفية، اعتراض وزير العدل هنري خوري، على الصيغة المطروحة، ومطالبته، بأن يسير الملف وفقاً للاصول الجنائية والاتفاقيات مع الدولة السورية.
وقال خوري: “كما قلت الموضوع يتطلب التواصل مع السلطات السورية ونأمل ان نتوصل الى نتيجة لنخفف من زحمة السجناء داخل السجون اللبنانية، لان الجميع يعرفون ان هناك جرائم كبيرة جدا، لذلك علينا حل هذا الموضوع من خلال البحث في إمكانية تسليم السلطات السورية الموقوفين السوريين داخل لبنان، ونأمل ان ينتهي الموضوع الى ايجابيات”.
جعجع
في مواقف لافتة، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “شعار “المواجهة مستمرة” عنوان عريض جداً وستبقى مستمرة حتى الوصول الى دولة فعلية ولا سيما ان لبنان يمر في ظروف استثنائية وغير طبيعية وهو يفتقد الى الدولة منذ 20 سنة تقريبا، ما عدا فترات قليلة، اذ لا يعيش المواطن في كنف الدولة والمؤسسات كما ان حدود بلاده سائبة وقرار دولته ليس في يدها”.
ورأى، في مقابلة ضمن برنامج “لقاء خاص” عبر “سكاي نيوز”، “وجوب قراءة السياق الكامل لاغتيال باسكال سليمان، خصوصا انه أتى بعد وقت ليس ببعيد عن اغتيال رفيقنا من بلدة عين ابل الياس الحصروني، وبالتالي اتت هذه العملية بعد سلسلة حوادث فكيف يمكن التفكير بانها عملية سرقة على طريق يمر عليه كثيرون”.
وتابع: “في متابعتنا للتحقيقات تبين ان المتورطين هم ضمن شبكة سرقة لكن حتى الآن لم يتم القبض على رؤوسها، ومنهم لبناني متوارٍ عن الأنظار وسوري معتقل في سوريا ويرفض نظامها حتى اللحظة تسليمه للبنان. من هنا نعتبر هذه الجريمة اغتيالا سياسيا حتى اشعار آخر”.
واذ اوضح أن “أحداً لم يأتِ على ذكر “حزب الله” وأمينه العام حسن نصرالله في عملية اغتيال سليمان، فقد جاء رده في وقت كنا نعمل مع المسؤولين القواتيين على ضبط ردود الفعل حتى انجلاء الصورة وتوجهي الى منطقة جبيل خير دليل على ذلك”. واشار جعجع الى ان “الأفراد المشاركين في الجريمة بحد ذاتهم هم من التابعية السورية، وبالتالي نحن لم نتهم “الحزب” بل اعتبرناها عملية اغتيال سياسي ولكن “يللي في تحت باطو مسلة بتنعرو”.
وردا على سؤال عن استبدال الهجوم على حزب الله بالهجوم على النازحين، أكد جعجع ان “موضوع النزوح السوري مختلف تماماً، فما حصل بدا “كالشعرة التي قصمت ظهر البعير”، لافتا الى انه “في لبنان يعيش نحو مليوني سوري بشكل غير شرعي، من هنا على الحكومة اللبنانية تحمّل مسؤولياتها فوراً. فعلى سبيل المثال، في بريطانيا تم اصدار قرار بترحيل اي سوري غير شرعي الى رواندا”.
جعجع الذي شدد على انه “عندما تخلق اوضاعا غير طبيعية ستحصد نتائج غير طبيعية، ولا يمكن وضعُ شعبين على أرض واحدة، اعتبر انه “في الوقت الحاضر ثمة 16 مليون سوري في سوريا ما يعني انها آمنة، وفي لبنان هناك قسم من النازحين يؤيد بشار الاسد، اي يمكنه العودة الى المناطق التي يسيطر عليها النظام، اما القسم الآخر فمع المعارضة، وبالتالي يمكنه العودة الى مناطقها”.
وردا على سؤال، رأى جعجع أن “حزب الله” هو الأقوى عسكرياً، لتمسكه بالسلاح في مقابل رفض الاطراف اللبنانية الاخرى التسلح وتمسكها بالدولة، ولكن يبقى أن نرى إن كان الأقوى سياسياً، ففي موضوع رئاسة الجمهورية، على سبيل المثال، تبين انه ليس الأقوى اذ لم يستطع ايصال مرشحه”.
واذ اشار الى ان “المعارضة لن تقبل بأي تسوية على حساب الشعب اللبناني، وحتى لو اجتمعت دول العالم كلها لن تتمكن من فرض اي تسوية”، وجدد التأكيد ان “الوزير السابق جهاد أزعور مرشحنا، ولو لم يعطل فريق الممانعة الدورة الثانية في الجلسة الانتخابية الاخيرة لكان اصبح أزعور رئيساً للجمهورية، الا ان محور الممانعة يمسك بالملف الرئاسي ويرفض الافراج عنه ويشترط انتخاب مرشحه”.
وفي ما يتعلق بأحداث الجنوب، قال: ” لقد طرح جميع الموفدين الدوليين وقف اطلاق النار، الامر الذي رفضه “حزب الله” وربطه بحرب غزة، كما اقترحوا تطبيق القرار 1701 الذي يجنب لبنان كل ما نشهده، الا ان “الحزب” رفضه أيضاً. انطلاقا من هنا، يُفترض عليه الانسحاب من الجنوب ليحل مكانه الجيش اللبناني ما يسمح بضبط الحدود وتوقف الدمار والقتل”.
وسئل عن الفائدة التي جنتها غزة نتيجة مساهمة “حزب الله” في هذه الحرب، فنفى جعجع هذه الفرضية، موضحا ان ما قام به الحزب في الجنوب لم يفد فلسطين بشيء، وقال: “بعدما بدأ الاسرائيليون الهجوم على غزة، هاجم الناس اسرائيل ودعموا غزة، أما بعد تدخل ايران، فقد عاد التعاطف مع اسرائيل، لأن ما تفعله ايران وحزب الله يضر بالقضية الفلسطينية بدلاً من مساعدتها. والدليل اين كانت اسرائيل دوليا قبل الرد الايراني وكيف اصبحت بعده؟ ووفق المعلومات المتوافرة، تكبد الاسرائيليون حتى الآن بين 26 و28 قتيلاً في الشمال الاسرائيلي، بينما خسر لبنان حتى الآن نحو 400 شخص، وبالتالي هذا الامر يستحق المراجعة، فضلا عن الدمار والخسائر المادية الفادحة”.
وأردف: “وحدة الساحات كانت تقتضي فعلياً احتدام الساحات كلها من لبنان إلى سوريا وايران في الايام الثلاثة الاولى من اندلاع الحرب لتصب قوتها كلها على اسرائيل، ولكن ما فعله فعلياً حزب الله والحوثيون وايران كان تحجيم النيران… هل هذه وحدة الساحات؟ انهم يتحدثون عن وحدة الساحات لكن هدفهم الحقيقي حجز مقعد لهم في تسوية الشرق الأوسط، فهي بالتالي ليست وحدة فعلية للساحات، بل بمنزلة مسرحية، وما يسمونه مقاومة هو كناية عن حركة مسلحة لتغيير موازين القوى الداخلية وتثبيت موقع ايران في المنطقة ولا شيء آخر”.
وعن الانتخابات البلدية، اعتبر انه “من الممكن اجراؤها في المناطق الآمنة وتأجيلها في الجنوب، الا انهم لا يريدون اتمام هذا الاستحقاق ويحاولون عرقلة كل عملية ديمقراطية في لبنان”.
وجدد جعجع التأكيد في ختام حديثه ان “المواجهة مستمرة في السياسة، لأن ما تأخذه في السياسة لا يمكن لاحد انتزاعه منك، اما ما يؤخذ بالقوة فسيسلبه منك من يُعدّ الأقوى، وبالتالي “مواجهتنا مستمرة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com