النائب كميل دوري شمعون: الفيدرالية الحل الأمثل للبنان

عقد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل دوري شمعون مؤتمرًا صحفياً في قاعة الويستيلا ليدكمب، بمشاركة أمين الداخلية في الحزب كميل جوزيف شمعون، ومفوض حزب الوطنيين الأحرار في أستراليا مارك البطي، بحضور ممثلي وسائل الإعلام، وممثلي أحزاب، ومناصري الحزب وأصدقاء.
استهل شمعون مؤتمره بتحية الجالية اللبنانية في استراليا، والرسالة الحضارية التي تحملها، والتي تتناقض مع الصورة النمطية التي نراها في وسائل الإعلام والصحف. وقال: “علينا جميعاً أن نقوم بما نستطيع ليعود لبنان سويسرا الشرق، مثلما أراده الرئيس الراحل كميل شمعون وكثير من اللبنانيين”. وتمنى “أن نتكاتف جميعاً ونرجع كما كنا في الماضي، فالذي يصلنا ببعضنا هو انتماؤنا اللبناني”.
وقال إن لبنان لم يشهد منذ العام 1943، خمس سنوات متتالية من الهدوء والطمأنينة والحد الادنى من العيش المشترك، بدون المشاكل التي تفرض نفسها علينا. “وللأسف هناك فئة من اللبنانيين، لأسباب سياسية أو طائفية، يظلون مرتبطين بالخارج وبرامج مستوردة، تتناقض كلياً مع وضعنا. لهذا السبب درسنا كيف نستطيع أن نجمع هذا البلد. فلبنان الآن مقسم، ولا يستطيع انتخاب رئيس جمهورية، ولا حكومة، ولا انتخابات للبلديات”.
وكشف شمعون عن مشروع اقترحه فيما مضى، الرئيس الراحل كميل نمر شمعون، وكان هذا المشروع خلاصة دراسة أعدها خبراء وقانونيون، خلصت إلى أن الفيدرالية هي الحل الأمثل لبلد مثل لبنان، كما في أستراليا، وكندا، والولايات المتحدة، ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأعطى مثلاً سويسرا التي كانت مختلفة الانتماءات بين فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وعانت حوالي خمسمئة سنة من الحروب والانقسامات، فكان الحل الأمثل الكونفيدرالية كخطوة أولى ثمّ الفيدرالية، وأصبحت سويسرا أكثر أماناً وتقدمًا.
واعتبر أنّ هناك خيارين الآن، إما التقسيم، وهو أسوأ الحلول، وإما جمهورية اتحادية. وقال إن الطائف مجموعة أوراق مهملة، ولم يطبق منه شيء سوى قضم صلاحيات رئيس الجمهورية.
ورداً على منتقدي الفيدرالية، واتهام من يروجون لها بأنهم ينادون بالتقسيم، قال شمعون: “لبنان مقسّم، والاتحاد هو نقيض التقسيم، ونقيض الجمهورية المفتتة التي نعيش فيها اليوم”.
ورد النائب شمعون عن أسئلة الصحفيين، فقال إن الذين عارضوا مشروع الفيدرالية “هم الذين يرفضون دفع الضرائب، ويستفيدون من الضرائب التي تدفعها فئات أخرى، وتلقائياً نعتوا هذا المشروع بالانفصالي. ونحن نرفض الانفصال كلياً”. وقال إن أول من طبَع الحدود البحرية مع إسرائيل وتنازلوا عن الغاز والنفط هم جماعة حزب الله. وشرح أن إسرائيل هدفها أن تأخذ مكان لبنان كمركز اقتصادي، وواجهة بحرية، وهي تطبّع مع بعض الدول العربية “بعد أن شتم الدول العربية أناس أذكياء من عندنا… هذا غير الكابتاغون والمخدرات التي تذهب بالأطنان إلى الدول العربية… لقد شوهوا صورة لبنان لدرجة أن سمحوا بأن يحدث التطبيع مع إسرائيل. وهؤلاء الذين يتهموننا بالصهيونية هم يخدمون بالنتيجة إسرائيل.”
وقال إن لبنان ضحية منذ الرئيس عبد الناصر وتوسّعه في المنطقة، إلى اللجوء الفلسطيني الذي تحول ضد لبنان. وعلى اللبنانيين أن يتكاتفوا لإيجاد حلول.
وعن النزوح السوري، قال إن جماعة حزب الله والنظام السوري هم الذين شردوا السوريين من بلادهم. ولجأوا إلى لبنان والأردن وتركيا. وقام الأردن وتركيا بإنشاء مخيمات مسيجة على الحدود يمنع الخروج منها، “أما نحن، فلم نفعل ذلك، وقد دعونا نحن إلى أن نحذو حذو تركيا والأردن… وكان عندنا رئيس جمهورية يفترض أن يكون الرئيس القوي، وعنده أكبر كتلة نيابية، وأكبر عدد من الوزراء، وهالة، وخبرة عسكرية. وكان عليه أن يضع حداً للنزوح ويقيم مخيمات لهم، فلم يفعل شيئاً، ثم يقولون لنا: ما خلّونا.”
ودعا إلى التعامل بمسؤولية مع موضوع النازحين، وترحيلهم تدريجياً مع البلديات. وقد صدر تعميم من وزارة الداخلية للبلديات، لإخراج النازحين من البلدات وتجميعهم في مخيمات على الحدود، وهذا ما سيحصل، لكن المشكلة في البلديات وتأجيل الانتخابات البلدية.
وقال: “هناك مخطط جهنمي لتدمير لبنان، وهو يصب في مصلحة إسرائيل، وعندهم عملاء يشتغلون على هذا المخطط ليلا ونهاراً، وهذه هي النتيجة، وهذا هو البرهان، وسنرى بعد أكثر من هذا.”
وعن انتخابات الرئاسة استبعد أن يجري انتخاب رئيس في المدى المنظور، وقال إن حزب الله يريد المجيء بسليمان فرنجية رئيساً، لكي يكون سهلاً تنفيذ أجنداته، كما كان يحدث في عهد الرئيس ميشال عون، مع أن تيار عون أكبر وشعبيته أكبر أيضاً.
ووُزع أثناء المؤتمر كتيب يحتوي مشروع “جمهورية لبنان الفيدرالية” الذي أعده حزب الوطنيين الأحرار ومجموعة “متحدون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com