وقّعت أستراليا والصين 5 مذكرات تفاهم تتعلق بالتعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعليم، في خطوة تؤذن بتجاوز بكين وكانبرا نزاعا مريرا استمر سنوات عديدة.
ووقع مذكرات التفاهم عن الجانب الأسترالي رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي وعن الجانب الصيني رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ الذي يزور أستراليا لمدة 4 أيام.
وقال تشيانغ إن العلاقة بين البلدين على المسار الصحيح، مؤكدا أن بكين تولي اهتماما كبيرا للعلاقات مع كانبرا.
وأجرى تشيانغ، وهو أكبر مسؤول صيني يزور أستراليا منذ 2017، محادثات رفيعة المستوى مع ألبانيزي عقب مراسم ترحيب في مبنى البرلمان الفيدرالي.
وقال رئيس الوزراء الصيني عقب الاجتماع: “لقد التقيت برئيس الوزراء ألبانيزي عدة مرات في أقل من عام، وتبادلنا الزيارات”.
وتابع: “هذا يدل على أن بلدينا يوليان أهمية كبيرة لعلاقتنا وأن هذه العلاقة تسير على الطريق الصحيح للتحسن وتعزيز التنمية”.
وقال تشيانغ إنه ونظيره الأسترالي ناقشا القضايا الخلافية بين البلدين، وإن الأخير شدد على أهمية الحوار الصريح.
وتدهورت العلاقات بين أستراليا والصين في عام 2018 عندما استبعدت كانبرا مجموعة هواوي العملاقة من شبكة الجيل الخامس لخدمة الإنترنت فائقة السرعة لمبررات أمنية.
وفي 2020، دعت أستراليا إلى تحقيق دولي في منشأ فيروس كورونا، في خطوة اعتبرتها الصين ذات دوافع سياسية.
وردا على ذلك فرضت بكين قيودا تجارية على مجموعة من الصادرات الأسترالية تشمل الشعير ولحوم البقر والنبيذ، بينما أوقفت وارداتها من الفحم.
وفي عام 2021 زاد التوتر بين البلدين بعد توقيع اتفاق دفاع عرف بـ”أوكوس” بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، والذي بموجبه أمدّت واشنطن ولندن كانبرا بتكنولوجيا تصنيع غواصات تعمل بالطاقة النووية.
وقالت الصين حينها إن الشراكة الدفاعية الجديدة ستلحق ضررا خطيرا بالسلام والاستقرار الإقليميين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان حينها إن “قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تصدير تكنولوجيا الغواصات النووية إلى أستراليا يثبت مرة أخرى أنهما تستخدمان الصادرات النووية لتحقيق مكاسب جيوسياسية، وهو أمر غير مسؤول أبدا”.
وتحسنت العلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ أن تولت حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي العمالية السلطة عام 2022 واعتمدت نهجا دبلوماسيا أكثر ليونة تجاه بكين.
وألغيت بعض القيود التجارية تدريجيا مع إصلاح العلاقة، رغم أنها ما زالت قائمة على صادرات النبيذ الأسترالية.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما خلال العام المنصرم 327 مليار دولار أسترالي.
وبعد لقائه مع زعيم المعارضة الفيدرالية بيتر داتون، قال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، إن التنمية المستقرة والمستمرة للعلاقات بين الصين وأستراليا تخدم بقوة المصالح الأساسية لشعبي البلدين وتفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وأشار إلى أن الصين مستعدة للعمل مع مختلف القطاعات في المجتمع الأسترالي لزيادة تعزيز الحوار والتواصل، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون متبادل المنفعة، والتعامل بطريقة مناسبة مع الخلافات، من أجل تحقيق تنمية جديدة وأعظم للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأستراليا وجلب المزيد من المنافع لشعبي البلدين.
وقال لي إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1972، ظلت العلاقات الصينية-الأسترالية طويلا في طليعة علاقات الصين مع الدول الغربية، وجلب التعاون العملي المثمر منافع كبيرة لشعبي البلدين، موضحا أن هذا يظهر بشكل كامل أن التنمية في الصين فرصة لأستراليا والتنمية في أستراليا فرصة للصين.
وأعرب لي عن أمله في أن يواصل الناس من جميع مناحي الحياة في أستراليا النظر إلى تنمية الصين بطريقة موضوعية، وأن يدعموا تعميق التعاون متبادل المنفعة بين البلدين، ويساهموا في التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الصينية-الأسترالية.
وأكد أن الجانب الصيني يعتبر أستراليا قوة مهمة في عملية التعددية القطبية في العالم، قائلا إن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع أستراليا في المجالات متعددة الأطراف، والعمل معا لحماية التعددية، ومناصرة التجارة الحرة، ومواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، بشكل مشترك.
ومن جانبه، أشار داتون إلى أن العلاقات الأسترالية-الصينية لها أهمية حيوية، قائلاً إن المعارضة الأسترالية سعيدة برؤية التنمية والازدهار في الصين وتعتبر الصين شريكا. وأعرب عن أمله في أن تتطور العلاقات بين أستراليا والصين بشكل مطرد، مضيفاً أن المعارضة الأسترالية مستعدة للحفاظ على التواصل والتبادلات مع الجانب الصيني لمواصلة تعميق العلاقات الثنائية.
