محادثات هوكشتاين في باريس تسابق أجواء التصعيد جنوباً بهاء الحريري: لن أكون في خطّ المعارضـة… والضـرب في الميت حـرام

في خطوة لاقت أصداء طيبة وإيجابية، قدمت المملكة العربية السعودية في اطار “استمرار مسيرة التضامن التي تنتهجها تجاه الشعب اللبناني”، جرعة دعم وتضامن للبنان واللبنانيين عبر تقديم مساهمة مالية بقيمة عشرة ملايين دولار.
وعبر الرئيس نجيب ميقاتي عن امتنان لبنان وتقديره وشكره للمملكة العربية السعودية، التي كانت السند والعضد في الملمات واغلى من الملايين العشرة.
واخترقت هذه الخطوة الرائدة الجمود الذي يحيط بالملفات الداخلية، لا سيما الملف الرئاسي منها، مع استمرار اصوات الطائرات والمدافع عند جانبي الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.
ونقل عن قيادي بارز في حزب الله أن المسألة بغاية البساطة: تتوقف حرب غزة، تتوقف جبهة لبنان، ويعود المستوطنون الى مستوطنات الشمال، ويبدأ البحث في تسوية تعيد الحقوق اللبنانية الى لبنان، ويطبق القرار 1701، بدءًا من وقف الطلعات والغارات والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وأهله، وعلى لبنان.
اقليمياً اعلن وزير الخارجية السابق كمال خرازي، وهو مستشار مرشد الجمهورية الايرانية، السيد علي خامنئي، ان اقدام اسرائيل على شن هجوم شامل على حزب الله، قد يؤدي الى اشعال حرب اقليمية تدعم فيها طهران وحلفاؤها الحزب بكل الوسائل، نافياً ان تكون طهران مهتمة بحرب اقليمية.
وأمس، اجتمع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين في باريس مع الموفد الخاص للرئيس الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان لاجراء محادثات جديدة حول المسائل اللبنانية من الرئاسة الى الجنوب.
كما التقى هوكشتاين مستشاراً في الخلية الدبلوماسية في قصر الاليزيه، وهي خلية تعمل بالتنسيق مع الخارجية للحؤول دون تصعيد الوضع عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.
ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نتنياهو الى عدم اشعال الوضع بين اسرائيل وحزب الله، فيما جددت السفارة البريطانية في بيروت دعوة رعاياها الى مغادرة لبنان.
وفي تطور لافت، دعت كتلة “لبنان القوي”، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، “المعنيين في الدولة بضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ومساءلتها بسبب تخلّفها عن تسليم الدولة داتا المعلومات الخاصة بالنازحين السوريين للتمييز بين من تنطبق عليه صفة النازح الأمني وصفة النازح الإقتصادي”.
وحذرت الكتلة من خطر تفكك الدولة مع استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية في ظل تصلّب مواقف بعض الكتل النيابية سواء برفض التشاور، أو بمحاولة فرض مرشحها او برفض التوافق على إسم أو برفض الإلتزام بتأمين النصاب، بينما المطلوب أن تتقدم المواقف قي اتجاه حل يفضي الى إنتخاب رئيس إما بالتوافق أو بالمنافسة الديموقراطية”.
وأضاف البيان، “يرى التكتل أن خطر توسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان يفترض تضامن اللبنانيين في ما بينهم في مواجهة العدو، مع التأكيد على ضرورة حماية لبنان من أي توسع للحرب ناتج عن الدعم العسكري للفلسطينيين في حرب غزة حتى ولو كانت له مبرراته الأخلاقية والإنسانية”.
وفي إطار السجال مع القوات اللبنانية، وتسجيل النقاد، ذكر التكتل بمسؤولية وزير القوات اللبنانية بيار ابو عاصي الذي كان يتولّى وزارة الشؤون الإجتماعية “وأوقف عمدًا تسجيل النازحين الذي كان جاريًا في حينه فتسبب بالفوضى التي يدفع لبنان ثمنها”.
حارة حريك
وفي “حارة حريك” استقبل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نائب مدير المخابرات الالمانية أولي دبال، في اطار اجتماعات متكررة، لرؤية ما يمكن عمله في اليوم التالي لوقف الحرب في غزة، ووصفت المهمة بالاستطلاعية، ولم تتضمن اي اشارات او رسائل تهديدية.
مذكرة التعاون
والحدث الانساني- الاغاثي تمثل الثلاثاء بتوقيع مذكرة تعاون مشترك في السراي الكبير بين مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية والهيئة العليا للاغاثة لتنفيذ نحو ثمانية وعشرين مشروعاً تربوياً وانمائياً وطبياً في مختلف المناطق اللبنانية.
الحفل رعاه الرئيس ميقاتي، بدعوة من السفير بخاري لمناسبة توقيع مذكرة التعاون بين مركز الملك سلمان والهيئة العليا للاغاثة، بحضور الرئيس ميشال سليمان ونواب ووزراء وسفراء وهيئات دبلوماسية وإعلامية وشخصيات.
وقع عن “الهيئة العليا للاغاثة” امينها العام اللواء محمد خير، ومدير مركز الملك سلمان للاعمال الانسانية في لبنان عبد الرحمن القريشي.
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته: “يسعدنا أن نلتقي في رحاب السرايا لمناسبة توقيع “مذكرة التعاون المشترك” بين “مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية” و”الهيئة العليا للاغاثة”. وهذه المناسبة تشكل حكما  تعبيرا عن حرص المملكة العربية السعودية بشخص خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على لبنان واستقراره، وعلى دعمه في كل المجالات. وإنني واثق أن المملكة كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان، وتسعى في كل المحافل العربية والدولية للمحافظة على أمنه واستقراره، وسلامته، ووحدة أبنائه”.
وأكد السفير بخاري ان هذا الدعم الذي تقدمه المملكة يأتي استمراراً لمسيرة التضامن تجاه الشعب اللبناني الشقيق انطلاقاً مما يمليه علينا واجب الاخوة العربية الاصيلة.
نشاط بهاء الحريري
أكد الشيخ بهاء الحريري على أن اتفاق الطائف هو الأساس، وأن كل الدول العربية والغربية والصديقة للبنان مجمعة على ذلك، مشدداً انفتاحه على الجميع ولن يكون هناك أي إشكالات مع أي من المكونات اللبنانية.
كلام الحريري جاء خلال استقباله وفودا شمالية في مقر اقامته في منتجع “الميرامار” معتبرا ان مشكلة البلد الأساسية بدأت مع التحالف الرباعي، الذي كان يمكن أن يوصل لبنان الى حرب أهلية.
وأشار إلى أنه من حق الشعب اللبناني أن يغضب بعد أن انفجر الوضع في العام 2019، ولكنه مع التروي في الوقت ذاته، معتبرا أن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة كانت غير مرضية بسبب القرارات التي أتت غير مدوسة نتيجة غضب الشارع وانتفاضته، لافتا إلى أنه كان حذر في الفترة الماضية من أننا قادمون على كارثة، ولكن التزمنا الصمت حتى لا يقال أننا نضع العصي في الدواليب.
وقال: “خلال معظم لقاءاتي اشعر بوجع الناس والغليان الذي ينتابهم، وهذا الامر لم اكن اشعر به منذ اغتيال والدي، فالطائفة السنية تتعرض لظلم متعمد وكبير، وسأحاول العمل على انتشالها من هذا الواقع، ومسيرتنا معروفة وهي الانفتاح والاعتدال والحوار ولكننا غير مستعدين لتقديم أي تنازلات على حساب طائفتنا”.
وكشف عن أنه لن يكون في خط المعارضة لأن “الضرب في الميت حرام”، وأن الأولوية ستكون بالنسبة له إطلاق مجموعة من المشاريع الخيرية والإنمائية والاجتماعية التي تخدم البلد والمجتمع.
ولفت إلى أنه سيضع كافة الإمكانيات اللازمة من اجل العمل على تحقيق قفزة نوعية على الصعيد الاستشفائي والصحي من خلال الاستفادة من الخبرة العالية والنجاح الذي تحقق في مستشفى العبدلي في عمّان ، والتي تتمتع بكفاءة عالية، مؤكداً أنه سيعمل على استثمار كافة علاقاته الدولية لا سيما الاقتصادية منها النهوض بلبنان واقتصاده.
من ناحيتها، طالبت الوفود بالشيخ بهاء الحريري بأن يكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذى جاء إلى لبنان وعمل على نهضته في مرحلة شبيهة بالفترة الراهنة، حيث كان لبنان بحاجة لإنقاذ كما هو الوضع عليه اليوم.
واعتبرت الوفود أن الطائفة السنية دخلت في مرحلة فراغ كبير بعد استشهاد الرئيس الحريري والحاجة اليوم تحتم على الشيخ بهاء أن يملأ هذا الفراغ.
ودعت الوفود الدولة اللبنانية لتوفير الأمن للجميع، والعمل على المساواة بين المواطنين وتحقيق العدل لا سيما في مؤسسات الدولة التي تعاني من انهيار بسبب الفساد المستشري بها.
كما طالبت الوفود الشيخ بهاء أن تتضمن خطته ورؤيته بند يتعلق بإصلاح القضاء إضافة الى التركيز على الصحة والانماء والتعليم والثقافة.
وتوجهت الوفود اليه بالقول: “لا تيأس، ابقَ مستمرًا في مشروعك ومسارك، ونحن معك، فأنت الرجل المناسب في المكان المناسب لأنك صاحب كفاءة عالية”.
واستقبل الشيخ بهاء الحريري وفدا كبيرا من مخاتير مدينة طرابلس برئاسة المختار فتحي حمزة.
ونقل الوفد للحريري المشاكل التي يعاني منها المخاتير في لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً، كما ابدى الوفد استعداده للتواصل والتعاون لما يخدم الشيخ بهاء الحريري ومسيرته.
ورد الشيخ بهاء بالعبارة التي كان يرددها والده الرئيس الشهيد قائلا:”طرابلس هي اهل الوفاء”.
حادثة عوكر
في ملف أمني، وجّهت السلطات اللبنانية تهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية ّداعش” لرجل فتح النار على السفارة الأميركية في بيروت، وفق ما أفاد مصدر قضائي الثلاثاء.
والشهر الماضي أوقف رجل سوري بعد إطلاقه النار على مدخل السفارة في هجوم تخلّله تبادل لإطلاق النار أصيب فيه المهاجم بجروح خطرة.
وقال مصدر قضائي في تصريح لوكالة فرانس برس: “ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي على السوري قيس فراج بجرم الانتماء الى تنظيم “داعش” الارهابي، والقيام بأعمال ارهابية تمثلت بالهجوم المسلح على مبنى السفارة الاميركية في عوكر في الخامس من حزيران الماضي، واطلاق النار عليه بكثافة، في محاولة منه لقتل حراسها، كما اقدم على حيازة اسلحة حربية غير مرخصة”.
ولم يجر بعد استجواب فراج الذي ما زال في العناية المشددة في المستشفى العسكري في بيروت حيث يتعافى من إصابات تعرّض لها بعدما رد عناصر الجيش اللبناني على مصدر النيران، وفق المصدر.
وبحسب المصدر، “ادعى عقيقي ايضاً على شخصين آخرين بجرم الاتجار بالاسلحة الحربية غير المرخصة، وهما اللذان باعا فراج الرشاش الحربي والذخائر التي استخدمها في الهجوم المسلح على مقر السفارة الاميركية”.
وفي الشهر الماضي أوقفت السلطات اللبنانية 20 شخصا على خلفية الهجوم، بينهم والد فراج وشقيقه ورجال دين على صلة بالمهاجم.
وفي أيلول من العام الماضي، فتح رجل النار على السفارة الأميركية لكن الهجوم حينها لم يسفر عن أي إصابات.
وأشارت قوات الأمن اللبنانية إلى أن مطلق النار كان سائق خدمة توصيل أراد الانتقام لما اعتبره إهانة وجهها إليه عنصر في جهاز الأمن.
الوضع الميداني في الجنوب
ميدانياً، اغارت مسيَّرة معادية بثلاثة صواريخ على بلدة الطيبة، كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اطراف بلدة البستان، ما ادى الى سقوط شهيد من المدنيين.
ورداً على استشهاد المواطن محيي الدين ابو دلة، وهو عسكري متقاعد، من بلدة الزلوطية الحدودية، دكت صواريخ حزب الله كريات شمونة انتقاماً للشهيد واخوانه.
تقارير إسرائيلية: نصر الله غير مكان إقامته
كشف موقع إسرائيلي ، أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قام بتغيير مكانه تجنباً لاغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد تلقيه تحذيرا من المخابرات الإيرانية بهذا الخصوص.
ونقل موقع “إيبوك” مصادر مطلعة أن “نصر الله بعد تحذير تلقاه من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تعتزم قتله، نقل مخبأه في حي الضاحية ببيروت وانتقل إلى مخبأ آخر، خشية أن تكون تل أبيب قد حددت مكانه”.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن “حسن نصر الله رفض عرضا إيرانيا بالانتقال مؤقتا إلى طهران، حتى نهاية الحرب”.
ومنذ بداية الحرب قتلت إسرائيل 10 من القادة الميدانيين لحزب الله أبرزهم وسام الطويل وطالب عبد الله.
ولدى حزب الله وحدة نخبة خاصة يبلغ عددها 150 مقاتلاً تقوم بحماية السيد حسن نصر الله، وقد تم تدريبها خصيصا لهذه المهمة.
وقالت الكاتبة في صحيفة يديعوت أحرونوت، سمادار بيري: “إن مبعوثا إيرانيا وصل إلى بيروت فور اغتيال قائد وحدة “نصر” التابعة لحزب الله في جنوب لبنان طالب سامي عبد الله، والتقى مقربين من حسن نصر الله في غرفة مغلقة لإبلاغهم بقلق إيران من أن إسرائيل تستهدف نصر الله نفسه”.
وأشارت إلى أن “الموساد يعرف على ما يبدو الموقع الدقيق لنصر الله في جميع الأوقات حتى لو غير أماكن تواجده”.
ويضيف المقال أن “نصر الله نفسه يعرف أن إسرائيل يمكن أن تصل إليه ولكنها تحجم عن ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com