كثيرون جدَاً مَن يتعاطون في الشأن العام، وتراهم في المناسبات الحفلات، أو يداومون على سهرات الطرب التي يحييها مطربون من لبنان والعالم العربي، أو فنانون من أستراليا. ولكن أن تشعر كأنّك في كوكب آخر، فهذا صعب على الكاتب أن يشرحه، وأحياناً يعجز الكلام عن الوصف، ليس تقصيراً من اللغة، بل لأن الحدث يتجاوز لسان الحال، وتصبح الدهشة أكثر تصويراً للمشهد غير المألوف وغير المسبوق.
أتحدّث هنا عن حفل جمالي خارق، رائع التنظيم، كثيف الحضور، راقي المعالم، فكأنّ الحاضرين كانوا في فضاء من فضاءات الخيال. فبين الكلمات المختصرة، والشعر، والطرب، والعروض، والأزياء، والأناقة، والترتيب، والضيافة، كانت رحلة الحلم، وصولاً إلى قمّة الحدث، تتويج إحدى صبيّات لبنان المغترب، بادوفا صوما، ابنة بلدة حصرون الشمالية، ملكة مع الوصيفتين تريزا فخر وروز عازار.
ويعود الفضل في نجاح هذه المناسبة الاستثنائية إلى رجل استثنائيّ، هو الزميل جوزيف خوري، الذي احتفلنا معه، كأسرة جريدة “المستقبل”، في التتويج الخامس والعشرين لملكة جمال لبنان المغترب.
وكانت سعادتنا غامرة بأن نشارك، مع الأستاذ جوزيف خوري، والزميلة أمال سعيد، والرعاة والمحتفلين، بهذا الانجاز الاغترابي المهم، الذي ينبغي أن يُسجّل في كتاب ذهبيّ ويحفظ للأجيال الآتية، ليعرفوا قيمة العمل الجبّار، والجهود المضنية التي بُذلت من قبَل المهاجرين إلى أستراليا، منذ فجر الاغتراب.
ولا نبالغ إن قلنا إنّنا رصدنا الوجوه والعيون، ودخلنا إلى القلوب، ورأينا كيف أن الحاضرين بالمئات، تفاعلوا، واعتبروا أنّ هذه الخطوة المباركة تعنيهم، فهي لكل بيت، ولكل لبناني مغترِب ومقيم، بل لكل لبنان من جنوبه إلى شماله.
جوزيف خوري مثال، وقدوة ملهمة لرجالات الاغتراب، ورسله من أجل الخير والعطاء. وهو على الرغم ممّا حققه في حياته الإعلامية والجمالية، ونشاطه الاجتماعي المتعدّد، يكتنفه تواضع يشبه تواضع النبع الذي يغدق ولا يسأل عن الشاربين، وكالشجرة الممتلئة ثماراً، تحني أغصانها إلى الأرض، وتكبر في العيون.
ألف شكر من كل الجالية، من كل لبنان، من كلّ محب للجمال، نرفعه إلى لجنة انتخاب ملكة جمال الاغتراب، وكم يغبطنا أن نكون رفاق الدرب، ونشهد بالحقيقة، فلولا الذين في أرواحهم وقلوبهم جمال، لما رأينا تاجاً يلمع، ويليق بملكة جمال. ألف مبروك.
ج. د.