حدث أمنيّ مفاجئ هزّ الأوساط السياسية والأمنية في لبنان، حيث اغتيل مسؤول رفيع في حزب الله في البقاع الغربي. هذا فيماكان الرئيس المكلف نواف سلام يسقط من بعبدا، بعد اجتماعه مع الرئيس جوزاف عون، شريط الاشاعات وتكهناتها حول الحكومة والتوزيع والاسماء والمحظور والمسموح به، من زاوية تصنيف الحقائب وتوزيعها.
وقالت مصادر مواكبة عن قرب لحركة اتصالات التشكيل: تحكم إتصالات التشكيل السرعة لا التسرُّع والسرية لا التسريب، وحتى يوم أمس لم تكن قد تكونت الصورة النهائية الواضحة للرئيس سلام حول تشكيل الحكومة، لأن أُطر التشكيل متحركة وتخضع لمعايير عديدة، “واذا زبطت في مكان تتخربط في مكان آخر” بسبب عدم التوصل الى تفاهمات نهائية على توزيع الحقائب على القوى السياسية في ظل شراهة المطالب عند البعض. لذلك كل ما يتم تسريبه ما زال غير دقيق وخاضع للمتغيرات.
وأفادت معلومات بأن سلام انجز عملية توزيع الحقائب على الاحزاب والطوائف والمناطق تمهيداً لاسقاط الاسماء عليها فور جوجلتها مع رئيس الجمهورية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة إن اللقاء الثاني بين الرئيسين عون وسلام الذي استغرق حوالي الساعةركز على الثوابت في عملية تشكيل الحكومة، وما يتصل بالآلية الدستورية الخاصة بالتأليف وعدد أعضاء الحكومة وتفادي المحاصصة ونوعية الوزراء أصحاب الكفاءات. وفهم من هذه المصادر أن الرئيس المكلف الذي تمسك بحقه في التأليف يواجه المطبات المتصلة بالمطالب، ومن هنا كان حديثه أنه ليس بساع بريد.
واعتبرت المصادر أن الرئيسين أعادا التوافق على حكومة الـ ٢٤ وزيرا وتوزيعها وفق مقتضيات الدستور، وأشارت إلى أن ما من مسودة نهائية نوقشت أو أسماء، وفي المعلومات المتوافرة أن الحكومة لن تضم حزبيين وهي خارج إطار المحاصصة ولذلك هناك تواصل يتم بين الرئيس المكلف والقوى لتبادل الآراء.
وزراء؟
وجرى تداول بعض الاسماء المرشحة في التشكيلة الحكومية، مثل المحامي محمد عالم (للداخلية)، وعامر البساط (للاقتصاد) وياسين جابر (للمالية) وصلاح عسيران (للعمل او الصناعة) وفايز رسامني (للاشغال) وقاض من آل عنيسي (للعدلية) وطلال المقدسي (للاعلام)، وطوني الرامي (للسياحة) ،والصحة لمقرّب من حزب لله، والشؤون الاجتماعية (للمردة)، والدفاع من (حصة رئيس الجمهورية)، والطاقة (القوات اللبنانية). لكن الرئيس سلام رسم تخوم التشكيل من زاوية الدستور، وقال: “أنا اتداول واتشاور واستمع الى هذه الكتل، وانما انا من يُشكل الحكومة، وهذه مسؤوليتي.
الرئيس سلام لم يُشر بعد اللقاء مع الرئيس عون الى تقديم مسودة حكومية لعون وقال: “إن تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة والعمل جارٍ مع رئيس الجمهورية على ألّا يتأخر أكثر. أريد الحكومة اليوم قبل الغد. كما أؤكد أنني ملتزم تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستورية وربما تلاحظون أن أسلوب العمل جديد لكن علينا أن نتعلّم احترام الدستور إحترامًا كاملًا، وأتواصل مع القوى السياسية كافة وحريص على التزامي بالمبادئ، وأكرر أنني ضد المحاصصة ومتمسك بالشراكة الوطنية التي تقوم على الكفاءة والنزاهة والاستجابة لتطلعات المواطنين.”
وعن معايير تشكيل الحكومة، قال سلام: “كل ما تقرأونه وتشاهدونه إن كان في الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي معظمه من باب التكهنات والشائعات لناحية توزيع الحقائب والأسماء”.
وعن حقيبة المال، قال: “لم ألتزم بإعطاء أي حقيبة لأحد، أما في ما يتعلق بحقيبة المال فهي ليست حكرًا على طائفة ولكن لا يمكنها ان تكون ممنوعة عن أي طائفة وكل الحقائب سيادية”.
وقال: “لا سبب للإحباط وأنا على تواصل مع الثنائي الشيعي، وأعمل معهم كما أعمل مع الباقين، للوصول إلى نتيجة.
بن فرحان
وفي الرياض علن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد لله آل سعود، أن انتخاب رئيس للبنان بعد فراغ طويل أمر إيجابي للغاية، وقال: “نحن بحاجة لرؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا. وأعتزم زيارة لبنان هذا الأسبوع”.
وأضاف وزير الخارجية السعودي: “ان المحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو للتفاؤل، رابطاً المساعدات بالاصلاحات”.
اغتيال مسؤول لحزب الله في مشغرة
حدث أمني مقلق سجل أمس في البقاع الغربي، وفي جريمة لم تتكشف كامل ملابساتها وخلفياتها، وأثارت المخاوف من موجة تصفيات، تعرض الشيخ محمد حمادة، أحد المسؤولين في حزب الله، لكمين مسلح في البقاع الغربي ما أدى إلى مقتله.
وبحسب ما أوردت مصادر في المنطقة، فقد تعرض حمادة “لكمين مسلح في البقاع الغربي بـ6 رصاصات ما أدى إلى استشهاده”.
وقالت المصادر: “أطلق مسلحون النار عليه على أمام منزله في بلدة مشغرة وفرّوا إلى جهة مجهولة بعد قتله، على متن سيارتين.
وكتبت حسابات مقربة من حزب الله أن “المقاومة تزف الشّهيد القائد الشيخ محمد حمادة متعرضاً لكمين مسلح في البقاع الغربي”.
وقالت أن حمادة هو “مسؤول قطاع مشغرة” في البقاع الغربي، متحدثة أن ملثمين قتلوه بـ4 رصاصات في صدره على الأقل.
وقالت صحيفة “الأخبار” الناطقة باسم حزب الله: “إن حمادة توفّي “متاثراً بجراح أصيب بها بعد تعرضه لإطلاق نار وإصابته بـ6 رصاصات أمام منزله”.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن العملية ولا حتى نعاه الحزب في بيان رسمي.
الجنوب
ي الجنوب، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على مناطق في قرى الحافة التي يزمع الجيش الاسرائيلي الانسحاب منها، وتركزت الاعتداءات على تجريف وتدمير طرقات وبنية تحتية، إذ فجَّر جيش الاحتلال منازل في ميس الجبل.
واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية الى المناطق المرشحة ان ينسحب منها الاحتلال.
وذكرت القناة 13 العبرية: أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمر الجيش بالاستعداد للانسحاب من جنوب لبنان في الايام القليلة القادمة.
وسلج الثلاثاء انسحاب قوات إسرائيلية من الاطراف الجنوبية الشرقية لبنت جبيل باتجاه بلدة مارون الراس بعد ٤ ساعات من التوغل والاعتداء على ممتلكات المواطنين. وقبل الانسحاب، ألقت محلَّقة قنبلة صوتية بالقرب من نقطة الجيش اللبناني المستحدثة بالقرب من مهنية بنت جبيل.
ونفذ جيش الاحتلال عملية نسف منازل في كفركلا. الطيبة، ويارون، فيما سمع دوي الانفجارات في ارجاء قرى القضاء ، كما لم تغب الطائرات المسيَّرة والاستطلاعية عن اجواء القطاعين الغربي والأوسط . وأحرق العدو الإسرائيلي منزلاً وآليات في برج الملوك. وسُمِعَ دوي انفجار كبير نفذّه الاحتلال غرب بلدة ميس الجبل، تلاه انفجار في عيتا الشعب وتفجير في عيترون.
في المقابل، دخلت قوة مدرعة من الجيش اللبناني لى اطراف بلدة كفرحمام في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”. وتعرضت منطقة سدانة لسقوط قذائف عدة من مواقع الاحتلال.
وقبل ذلك، توغلت القوات الاسرائيلية من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفذت عمليات نسف ضخمة في وادي السلوقي في اتجاه بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. كما استهدف الجيش الاسرائيلي منزلا عند أطراف مدينة بنت جبيل بقذيفة مباشرة، بعد توغل عدد من الدبابات في مارون الراس في اتجاه أطراف المدينة. وفجرت قوات اسرائيلية بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الراس، وسط إطلاق نار متقطع في المكان. كما جرفت الطرقات التي تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس. وأقدمت على تفجير عدد من المنازل في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل.
وتسللت قوة مشاة اسرائيلية من مارون الراس في اتجاه أطراف بنت جبيل لجهة حي المسلخ. وأحرق الجيش الاسرائيلي منزلا من طبقتين في برج الملوك، كما قام باحراق آليات تابعة لمشروع 800. وتوغلت قوة مؤللة إسرائيلية من بلدة الطيبة نحو بلدة عدشيت القصير. ومشطت قوات اسرائيلية منطقتي القرينة والدبش، غربي بلدة ميس الجبل.