وسط تبادل الاتهامات بين كييف وموسكو بالمسؤولية عنه، أثار الانفجار الذي استهدف سد كاخوفكا جنوب أوكرانيا مخاوف بشأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وكانت الرئاسة الأوكرانية اتهمت روسيا بـتفجير سد كاخوفكا لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الذي تعد له.
فيما تتهم روسيا كييف باستهداف السد الذي يوفر المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014
ويقع سد كاخوفكا، كما محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تستخدم مياهه لتبريدها، في منطقة خيرسون (جنوب) التي تحتل القوات الروسية جزءاً منها.
إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت الثلاثاء أنه ليس هناك “خطر نووي آني” في محطة زابوريجيا، موضحة على تويتر أن خبراء الوكالةالموجودين في الموقع “يراقبون الوضع من كثب”.
فيما كتب مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك على تلغرام:”في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير”، مضيفاً: “الوضع تحت سيطرة طواقم العمل”.
لكن مستشار الرئاسة الأوكرانية حذر من أن خطر وقوع “كارثة نووية” في محطة زابوريجيا “يتزايد بسرعة”.
وأفادت شركة إنرجواتوم الأوكرانية العامة أن خزان السد “يفترض أن يبقى شغالاً خلال الأيام الأربعة المقبلة” لكن مستوى المياه فيه يتناقص بسرعة ما يهدد نظام سلامة المحطة.
ووصفت أوكرانيا روسيا بأنها “دولة إرهابية” في محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بتدمير السد ضمن ما قالت إنها حملة عنف تعود إلى سنوات.
وقال أنتون كورينيفيتش ممثل أوكرانيا في محكمة العدل الدولية: “اليوم، فجرت روسيا سدا رئيسياً في نوفا كاخوفكا ما تسبب في إجلاء مدنيين وأضرار بيئية جسيمة”، مضيفًا: “أفعال روسيا هي أفعال دولة إرهابية”.
إلى ذلك، علّق الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ على تويتر: “تدمير سد كاخوفكا اليوم يعرض آلاف المدنيين للخطر ويسبب أضرارا بيئية جسيمة. هذا عمل مشين يظهر مجددا وحشية الحرب الروسية في أوكرانيا”.
من جهتها، أكدت السلطات الموالية لموسكو في منطقة خيرسون أنه ليس هناك أي بلدة كبرى مهددة بالفيضانات.
وكانت الرئاسة الأوكرانية اتهمت روسيا بتفجير سد كاخوفكا لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الذي تعد له. فيما تتهم روسيا كييف باستهداف السد وتدميره جزئيًا.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال العالم إلى “التحرك”، معتبرا أن «على روسيا الانسحاب فورًا من محطة الطاقة النووية (في زابوريجيا) لتجنب كارثة جديدة”.
وأشار شميغال إلى أن ما يصل إلى 80 بلدة مهددة بالفيضانات و”تدابير إجلاء السكان جارية بالقطار نحو ميكولايف”.
في المقابل، قال أندريه أليكسيينكو رئيس حكومة منطقة خيرسون التي نصبتها روسيا: “وفقًا لخدمات الطوارئ ارتفعت المياه (…) إلى مستوى يتراوح بين مترين وأربعة أمتار، وهو أمر لا يهدد البلدات الكبرى” الواقعة أسفل السد على طول النهر.
وأوضح أن الفيضانات تهدد بالإجمال “المناطق الساحلية» في 14 بلدة يقيم فيها أكثر من 22 ألف شخص”. وأكد: “نحن مستعدون إذا لزم الأمر لإجلاء السكان”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن حياتهم ليست في خطر وأن “الوضع تحت السيطرة تمامًا”.
وأعلن رئيس بلدية مدينة نوفا كاخوفكا الذي نصبته روسيا، فلاديمير ليونتييف، إجلاء السكان من حوالي 300 منزل تقع مباشرة على ضفاف دنيبرو.
وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: “نحن بصدد إجلاء هؤلاء السكان”، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تواصل عمليات القصف. وأضاف: “المدينة لا تزال تستهدف بضربات صاروخية” أوكرانية.
ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي في أعقاب الأضرار التي لحقت بسد كاخوفكا.
وأكدت الوزارة أن الأضرار كانت نتيجة “هجوم إرهابي روسي” وأن الكرملين يجب أن يواجه عقوبات دولية جديدة.
وندد حلفاء كييف بشدة بالهجوم. لكن روسيا قالت إن قصف السد “عمل تخريبي متعمد” من قبل أوكرانيا.
وأفادت وسائل إعلام روسية بأن مدينة نوفا كاخوفكا غُمرت الآن بالمياه في أعقاب قصف السد المجاور لها.