بشري تشيّع الشهيدين هيثم ومالك طوق في مأتم مهيب الراعي: لو قام القضاء بعمله لما وصلنا إلى مأساة القرنة السوداء

 

شيّعت بلدة بشرّي الشابين، هيثم ومالك طوق، اللذين قتلا يوم السبت في منطقة القرنة السوداء، في مأتم مهيب بكنيسة السيدة في وسط البلدة.
وقد تقبّل التعازي في باحة الكنيسة النائبان ستريدا جعجع ووليام طوق بحضور نيابي من كافة الأحزاب والتيارات السياسية ووسط حشد أمنيّ ومدني كثيف.
وقد ترأس القداس ومراسم الجنازة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يعاونه المطارنة جوزيف نفاع وأنطوان طربيه وحنا رحمة، بمشاركة العديد من رؤساء الأديرة في المنطقة وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات.
الراعي دعا في عظته الى “ترسيم الحدود في منطقة القرنة السوداء وإنهاء الفتنة، كما دعا لكشف الفاعل أو الفاعلين في جريمة قتل هيثم ومالك طوق والاقتصاص منهم”.
ولفت الى اننا “نؤمن بالدولة ونعرف حدودنا ونعرف القاتل وهذه ليست مجرد حادثة”. واوضح بأن “شباب بشري يعلنون دائمًا استعدادهم للحل، ونحن جميعا تحت سلطة القانون العادل”ً.
وشدد الراعي على أنّه “لو قام القضاء بعمله لما كنا وصلنا اليوم
إلى مأساة القرنة

السوداء”، مشيراً إلى أنّ “الخوف أن يستمرّ القضاء بتخاذله فيفلت المجرمون من يد العدالة وسيشرّع ذلك الأبواب لشريعة الغاب”.
وأضاف: “نطالب بالعدالة في ترسيم الحدود وإنهاء هذه المسألة الشائكة وبقيام الدولة، ولطالما دافعنا عن أرضنا وقدّمنا الشهداء ونحن من قاومنا كلّ محتلّ ونريد دولة تبسط سلطتها بشكل كامل وشامل”.
واللافت أن بقاعصفرين شاركت بشري في حدادها. ففي حين كانت بشري تغرق في حزنها وسط إقفال تام للمحال التجارية والمؤسسات السياحية، أعلن رئيس بلدية بقاعصفرين – الضنية بلال زود، في بيان، “الحداد على روح الفقيدين هيثم ومالك طوق من أبناء جيراننا في بشري، اليوم في البلدة، وإغلاق المؤسسات الرسمية فيها، وتنكيس الأعلام على مبنى البلدية”. وختم: “رحم الله الفقيدين، وحمى وطننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن”.
ولا تزال التحقيقات مستمرة في قضية مقتل الشاب هيثم طوق قنصاً في منطقة بشري، ومقتل الشاب مالك طوق بعد فترة قصيرة.
وفي المعلومات الاولية الامنية الخاصة، فان مقتل الشاب طوق قد يكون ناجمًا عن خلاف على مصادر المياه بين منطقتي بشري وبقاعصفرين الضنية.
وسألت مصادر معنية في بشري: اذا كان سبب الجريمة خلافًا على المياه، فماذا يتم قتل هيثم طوق قنصاً؟
وتابعت المصادر ردًا على ما يحكى عن ان القاتل معروف، بأن جهة حزبية معروفة هي من تحمي القتلة وتسمح لهم بقتل وتهديد الناس.
تجدر الإشارة الى ان حوادث عدة شهدتها المنطقة خصوصًا في الاسابيع الاخيرة بين قضائي بشري والضنية على خلفية جغرافيّة القرنة السوداء ومشاكل عقارية ومسائل مياه وغيرها.
أوأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان، انه “إلحاقًا بالبيان السابق بتاريخ 1 / 7 / 2023 المتعلق بمقتل مواطنَين في منطقة القرنة السوداء، تدعو قيادة الجيش جميع اللبنانيين إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس والحرص على السلم الأهلي، وعدم الانجرار وراء الشائعات واستباق التحقيق”.
وأكدت قيادة الجيش أن الوحدات العسكرية تواصل الانتشار وتنفيذ التدابير الأمنية في المنطقة، وأن الجيش يقوم بالتحقيق في الموضوع تحت إشراف المراجع القضائية المختصة، وذلك انطلاقًا من واجبه الوطني.
يذكر أن الجيش أوقف عدداً من المواطنين للتحقيق معهم في الحادثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com