اللقاء الخماسي في الدوحة لدراسة الخيار الرئاسيّ الثالث حاكميّة مصرف لبنان على المحكّ ررفض داخليّ لمنصّة صيرفة

على أبواب مباشرة شركة توتال – انرجي الفرنسية التنقيب عن النفط والغاز في الحوض التاسع، بدا ان لبنان، الذي يعيش ازمة سياسية – رئاسية – كيانية مستعصية، ليس متروكاً لقدره، فهو محاط بشبكة امان دولية – اقليمية – محلية، للحؤول دون انحدار التأزمات الى نقطة الانفجار، وبالتالي “التساكن الاضطراري” مع خلو الرئاسة الاولى تمهيداً للتوافق، عبر الحوار، او غيره على رئيس جديد للجمهورية.
دولياً، ارسلت الولايات المتحدة الاميركية الوسيط في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الى تل ابيب على عجل، في مهمة محددة، تقضي باحتواء ضم اسرائيل الشطر الشمالي من قرية الغجر، واصرار حزب الله على نصب خيمتين في مزارع شبعا، داخل الاراضي اللبنانية، بالتزامن مع إيعاز وزارة الخارجية والمغتربين الى بعثة لبنان في الامم المتحدة الى تقديم شكوى ضد اسرائيل للخطوة المعادية التي اقدمت عليها جنوباً.
على مستوى اللجنة الخماسية الفرنسية الاميركية العربية، وصلت الى بيروت معلومات ان الاجتماع الخماسي سيعقد مطلع الاسبوع المقبل في الدوحة، لبحث مسألتين: عقد طاولة حوار للاطراف اللبنانية، خارج او داخل لبنان، والبحث عن خيار ثالث للرئاسة، في اشارة الى الاتجاه الى قائد الجيش العماد جوزاف عون.
وحضر هذا الموضوع الثلاثاء في لقاء في منزل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري في اليرزة، بينه وبين سفير قطر ابراهيم عبد العزيز السهلاوي، اذ جرى التطرُّق الى اللقاء الخماسي الاسبوع المقبل، وما يمكن ان ينجم عنه تجاه الوضع في لبنان.
ولم يتضح تماماً، ما اذا كان الوسيط الفرنسي جان – إيف لودريان سيشارك في الاجتماع ام لا، او اية تحركات له بين الرياض او طهران قبل المجيء الى بيروت.
وفي السياق، لم يتبلغ اي مسؤول لبناني رسمياً اي موعد لمجيء لودريان، الامر الذي لا يمكن الجزم معه، ما اذا كان سيصل الاسبوع المقبل ام ان موعد مجيئه سيتأخر.
وفي السياق، ذكر مصدر دبلوماسي ان لا اساس لما يتردد عن مبادرة مدعومة من المملكة العربية السعودية لتكوين كتلة نيابية سنية لدعم المرشح الرئاسي جهاد أزعور، ولا صحة لتكليف المملكة اي شخص بمبادرات سعودية، فبوجود سفير للمملكة في بيروت لا حاجة لأي وسيط.
إلى ذلك، كشف النائب جبران باسيل، بعد اجتماع تكتل لبنان القوي عن استئناف الحوار مع حزب الله. في موازاة الحوارات المستمرة مع سائر الافرقاء بشكل مباشر او غير مباشر، وذلك لايجاد حل من دون فرض اي شروط مسبقة، واصفاً الحوار انه بدأ بوتيرة جيدة وايجابية، معرباً عن امله ان يتكثف للوصول الى نتائج تأتي بالمنفعة على الجميع.
ومقابل مهادنة حزب الله، والاشتباك مع قائد الجيش والفريق الجنبلاطي الذي يحرص على تعيين رئيس للأركان، لوّح باسيل بالتصعيد مشيراً الى أن “أي محاولة للتعيين العسكري بخلاف الدستور تتخطى وزير الدفاع سنعتبرها

انقلاباً عسكرياً حقيقياً ولن نسكت عنه”. وقال: “اذا لم ينتخب رئيس، وحصل فراغ في المجلس العسكري، فهناك مبدأ “الأمرة” والتراتبية، ولها قواعدها المعروفة، وطبقت في الامن العام، وأي محاولة للتعيين خلاف الدستور ستكون انقلاباً” (تصريحات باسيل ص 4).
ازاء هذه الصورة، وفي ضوء ما نقل عن موقف مستجد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لجهة رفض التعيينات أياً كانت، علم ان التريث سيد الموقف في ما خص الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء بصرف النظر عن جدول الاعمال، مع صرف النظر كلياً عن الاقدام على اية خطوة تعيين في هذه المرحلة.
وفي المعلومات ان الرئيس ميقاتي يعيش مرحلة من المراجعة، في ضوء التجاذب السياسي الحاصل، والضغوطات على عمل مجلس الوزراء، وهو على “هيئة تصريف اعمال”.
وذكرت المعلومات ان لا حماس لدى رئيس حكومة تصريف الاعمال الى الدعوة لعقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء، بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات على الصعيد الرئاسي، في ضوء استمرار المبادرة الفرنسية وتحرك لجنة اللقاء الخماسي.
إذاً بقي الوضع الحكومي متأرجحاً بين عقد “جلسة للضرورة” وبين تعثر معالجة مصير حاكمية مصرف لبنان وملء الشغور في المؤسسة العسكرية، لكن مصادر وزارية تفضل “عقد جلسات للحكومة ليس بالضرورة لإتخاذ قرارات او توقيع مراسيم نيابة عن رئيس الجمهورية، بل للنقاش في المراسيم واهمية كل مرسوم لتقرير توقيعه او لا. عدا مناقشة الامور الطارئة والضرورية وسبل معالجتها واتخاذ القرار بشأنها”.
وسجل في الحركة السياسية الثلاثاء، زيارة عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة، الى السفير السعودي في لبنان وليد بخاري. وجرى خلال اللقاء “البحث في ما آلت إليه الأوضاع في لبنان من جوانبها كافة، وصولاً إلى اللقاء الخماسي المرتقب الأسبوع المقبل، والذي يعوّل عليه في إطار الجهود المبذولة من قبله لخروج لبنان من أزماته”.
وفي هذا المجال، أثنى حمادة “على الدور الطليعي والتاريخي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لدعم لبنان، إذ كانت إلى جانبه في حقبات ومراحل مفصلية، وكانت له السند والداعم على كل المستويات، ناهيك إلى وجود جالية لبنانية هي الأكبر في دول الخليج، والتي تحظى بمعاملة أخوية من المسؤولين السعوديين”.
حمادة في حديث تلفزيوني أكد أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيكون الاثنين في الدوحة لينضم للمرة الأولى الى اجتماع اللجنة الخماسية وهو اجتماع مفصلي لأن لودريان سيحمل أجواء اللجنة وليس طرحاً فرنسياً صرفاً والمبادرة الفرنسية السابقة طويت”.
ولفت إلى ان “لودريان سيعود الى بيروت قبل نهاية تموز وتحديداً بين 17 و26 منه بعد زيارة قطر والسعودية ورعاية الحوار يجب أن تكون من الدول الصديقة للبنان”.
وأضاف: ” الحوار يجب أن يقتصر في هذه المرحلة على الرئاسة، وقبل انتخاب رئيس لا فريق داخلياً محدداً يمكنه رعايته وطرح السلة المتكاملة مخالف للدستور، ولا لـ”الدوحة ٢”.
ويعلق الفرنسيون آمالا كبيرة على مسعى الموفد الرئاسي الوزير جان ايف لودريان لانتشال لبنان من الازمة التي يتخبط فيها، ويريدون له ان يؤسس لنهاية وشيكة للكارثة التي انحدر اليها تقوم على حل متكامل رئاسي وحكومي في آن واحد، وهم بالتالي انتظروا ما حمله معه من بيروت للانتقال الى الخطوة التالية. علمًا ان هذا المسعى المتجدد، على ما تفيد الانباء، منسق مع دول اللقاء الخماسي الباريسي، الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، والغاية الاساس منه احياء فرصة جديدة لتفاعل القيادات اللبنانية إيجابًا مع جهود اصدقائهم لانضاج حل سريع لأزمة بلدهم قبل فوات الأوان، لأن لبنان بوضعه الراهن سياسيا واقتصاديا لم يعد يحتمل ترف تضييع الوقت واهدار فرص انقاذه في وقت تتعاظم فيه المخاوف من تعمق انهياره اكثر، ما قد يلقي به في مهب تطورات دراماتيكية تهدد امنه واستقراره.
عضو كتلة “تجدد” النائب اديب عبد المسيح يقول لـ”المركزية”: “نعم للاسف نحن بدورنا نعلق الآمال على المبادرة الفرنسية وما قد يحمله لنا موفدها الرئاسي الوزير جان ايف لودريان من حلول او مقترحات تفضي الى انتخاب رئيس الجمهورية، علماً ان ملء الشغور الرئاسي، في رأيي، هو من ابسط الممكن والواجبات الدستورية التي يفترض بنا تأديتها كنواب منتخبين وممثلين للشعب الذي أولانا ثقته”.
ويتابع: “اعتقد ان المبادرة التي اطلقها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لجهة الذهاب بالمرشحين، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، وعقد ثلاث جلسات انتخاب تنتهي بالاتفاق على رئيس هي جيدة، وان لم يتم التجاوب معها يجب عدم ترك الامور على غاربها. قد تكون القمة الروحية الانقاذية مطلوبة بعد الفشل السياسي هذه الايام علها تحرك المياه الراكدة في المستنقع الرئاسي وتدفع بالقوى المعنية الى تهيب الموقف المزري السائد في البلاد رأفة باللبنانيين الذين تحولوا في غالبيتهم الى فقراء ومعوزين غير قادرين على تأمين قوتهم اليومي اضافة الى توفير الاستشفاء والدواء”.
في الديمان، التقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، سفير إيران في لبنان مجتبى اماني وعرض معه الأوضاع العامة، وكان تأكيد على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن.
وأعرب السفير اماني للبطريرك الراعي “عن استعداده للمساعدة”، كما تطرق الحديث الى ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم بكرامة من أجل الحفاظ على تاريخهم وتراثهم. وبعد الزيارة غادر السفير اماني دون الادلاء بأي تصريح.
كما استقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، حيث جرى عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.
حاكمية مصرف لبنان
في هذا الوقت، أفادت مصادر سياسية مطلعة بأنه لم يبرز حتى الآن التوجه الذي يتبع في ملف حاكمية مصرف لبنان قبيل انتهاء ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة، مشيرة إلى أنه انطلاقًا من قانون النقد والتسليف فإن نائب الحاكم الأول وسيم منصوري هو يتسلم المهام وإنما منصوري قد يعقد لقاءات حاسمة قبل حسم موقفه مع العلم انه لم يحبذ استلام هذه المهمة.
وقالت هذه المصادر إن الملف سيأخذ مداه في الأيام القليلة المقبلة، ولفتت إلى أن التيار الوطني الحر وبعض الأفرقاء يصدرون تباعًا مواقف من هذا الملف الذي يتحول إلى كرة نار ترفض الحكومة تحمله، في ضوء ما سينجم عن اجتماع المجلس المركزي للمصرف ولقاء الحاكم رياض سلامة مع نوابه الاربعة، الذين وقعوا البيان الشهير بالمطالبة بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان قبل نهاية ولاية سلامة في 31 تموز الجاري.
في السياق، شدد نائب حاكم مصرف لبنان سليم شاهين في تصريحات تلفزيونية ان “هناك 20 يومًا قبل انتهاء ولاية الحاكم ويتوجّب التقارب بين السياسة المالية للمسؤولين والسياسة النقدية للمصرف المركزي، الأمر الذي دعت إليه الحاكمية مرارا وتكراراً، وبغياب السياسة المالية والتشريعات الضرورية قد لا تستطيع السياسة النقدية بمفردها تأمين استقرار الليرة”.
وقال: “نرفض بقاء منصة “صيرفة” بآليتها الحالية”.
تطورات قضية الغجر
التقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب بسفراء الصين واسبانيا واليابان، وتمّ بحث السبل الآيلة لوقف عملية قضم الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من بلدة الغجر الممتد إلى خراج بلدة الماري، وتمّ إبلاغهم بأنّ لبنان سيتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإزالة هذا الخرق وإنسحاب إسرائيل من هذه المنطقة المحتلّة تطبيقاً للقرار 1701، طالباً المساعدة لمعالجة هذا الخرق الذي يُضاف إلى الخروقات اليومية العديدة والمستمرة التي تهدّد الإستقرار والهدوء في جنوب لبنان والمنطقة.
كما تمّ التداول بموضوع الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا، وشدّد الوزير بوحبيب «على أهميّة إستكمال عمليّة ترسيم الحدود البرية، والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتحفّظ عليها المتبقية ضمن إطار الإجتماعات الثلاثية، بما يعزّز الهدوء والإستقرار في الجنوب اللبناني، ويتوافق مع قرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة.
بو حبيب في تصريحات له، اعتبر ان طرح الترسيم البري جنوبًا جدّي وهو الحل لمختلف الإشكالات على الحدود الجنوبية وهو لا يعني تطبيعاً.
وأضاف: “هناك 13نقطة خلافية على الحدود مع إسرائيل ٧ منها هناك اتفاق عليها و٦ تشكّل مادة خلاف”.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري  في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الـ17  للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز، ان “الخلاف والإختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والإستحقاقات على اهميتها  تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة، لكنها بالتوازي يجب أن لا تحجب الرؤيا لدى جميع اللبنانيين على مختلف توجهاتهم  وإنتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية حيال نوايا إسرائيل العدوانية المبيتة ضد لبنان، إنتهاكا يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً، وهذه المرة انطلاقاً من ضم قوات الإحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر وإستمرار إحتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا”.
وأضاف: “وبعد سبعة عشر عامًا على تاريخ أرادته اسرائيل نقطة انكسار للبنان، حوّله اللبنانيون بوحدتهم وبسواعد المقاومين الى نقطة تحول وإنتصار، واثبتوا عجز القوة الاسرائيلية على مدى 33 يوماً عن كسر ارادة اللبنانيين في ممارسة حقهم المشروع في المقاومة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com